هل تحررت .. بلادي ؟!

إذاعة بلادي واحدة من المؤسسات التي كان قد أنشأها جهاز الأمن والمخابرات الوطني .. ضمن شبكة ضخمة من المؤسسات الإعلامية بمختلف طبيعتها وتخصصاتها .. إذاعة بلادي بدأت بإمكانيات هائلة لم تتوفر حتى للإذاعة القومية .. بل هناك حديث كثير عن وضع الإذاعة الوليدة يدها على كثير من أصول ومقومات الإذاعة القومية .. ولم يكن القائمون على إذاعة بلادي يخفون نواياهم .. من أن الخطة ترمي لتحل بلادي محل الإذاعة القومية .. والناظر فقط لشبكة تغطية بلادي التي تكاد تشمل كل السودان يدرك جدية ما كان يردده اولئك المؤسسون .. وبعد قيام الثورة وتشكيل الحكومة الانتقالية .. وفي إطار مراجعة شاملة للمؤسسات من شاكلة (بلادي) .. يبدو أن قناعة قد تشكلت لدى الحكومة بالاحتفاظ ببعض تلك المؤسسات .. وإعادة توظيفها بما يخدم أهداف الثورة .. والخط العام للدولة الجديدة .. وهذه واحدة من الخطوات الموضوعية والواقعية التيتحسب للذين تبنوا ذلك التوجه .. ولكن السؤال .. هل تنفذ بلادي .. على سبيل المثال .. ما يخدم مصلحة بلادي ..؟
حسنا .. للإجابة على هذا السؤال إقرأوا هذا النص الذي قدمته صحيفة بلادي ضمن عرضها وتحليلها لحصاد الصحف صباح الخميس .. ثم أنقل لكم بكل دقة .. التحليل الذي قدمه المحلل الذي قدمته إذاعةبلادي في ذلك الصباح .. فمن صحيفة الصيحة قرأ المذيع الخبر التالي .. ( صحيفة بريطانية: قوى تتصارع بالسودان لإبقائه في العصور المظلمة .. ترجمة: إنصاف العوض .. قالت صحيفة “إستاندر ديجتال” البريطانية عن محاولة إغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك هي إشارة إلى ان السودان لم يتحرر من قبضة الماضي بعد، وأن مغتصبي السلطة ليسوا مستعدين للسماح للسودان بالشفاء ، واضافت الصحيفة: :”هذه ليست مجرد محاولة اغتيال أخرى بل إنها إشارات سياسية مقلقة لا يستحقها الشعب السوداني العادي”، وأوضحت أن القوى تتصارع في السودان من أجل إبقائه في العصور المظلمة ، وأشارت إلى أن الحادث تزامن مع إعلان الحكومة الجديدة تسليم الرئيس الأسبق عمر البشير واربعة آخرين للمحكمة الجنائية ..) .. ثم طلب رؤية تحليلية من المحلل الذياستضافه وقد نسيت اسمه الآن .. ورغم ما يحمل النص نفسه من إشارات صريحة وواضحة .. لا تحتمل التأويل .. ولا تحتاج لتحليل حتى .. إلا أن المحلل لا فض فوه .. قال إن كلمة ظلام تحمل معنيين مجازي و حقيقي .. ولكنه ترك كل ما حمل ذلك النص .. واتجه للحديث عن الظلام الحقيقي الذي تعيشه البلاد .. نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي .. ثم عرج إلى شح الوقود والصفوف .. ولم ينس كذلك الخبز .. كما تناول توقف الإنتاج نهائيا في البلاد .. كل ذلك طبعا بسبب فشل الحكومة في أي شيء ..!أما المدهش حقا .. فهو أن المذيع لم يتكرم بتنبيه ضيفه أن الإفادة التي قدمها لا صلة لها لا بسؤاله .. ولا بما رمت اليه الصحيفة البريطانية .. كما لم ينس المحلل بالطبع أن يطوف مطولا حول ما ورد عن خلافات وتحدث عنها بإسهاب .. معتمدا في ذلك على حصيلة مواقع السوشيال ميديا .. لا معلومات حقيقية ..!
ثم انتهز المحلل الألمعي هذا سؤالا من المذيع حول خبر أوردته صحيفتنا هذه عن .. إعلان الفريق اول حميدتى عن خطة لتأهيل بعض المستشفيات .. فطفق يندد بالأوضاع الصحية فى البلاد ..وتردي المستشفيات الحكومية .. دون الإشارة بالطبع لسياسات التجفيف و التحطيم الممنهج .. التي مارسها النظام البائد في تلك المشافي التي تباكى عليها محلل بلادي .. ثم كانت المفارقة إشادة ذلك المحلل بجهود جهاز الأمن والمخابرات الوطني في تأهيل مستشفى ابراهيم مالك .. دون أن يتوقف برهة ليسأل نفسه السؤال المنطقي الوحيد .. ماهيعلاقة جهاز الأمن بتأهيل المستشفيات ..؟!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.