لأجل الكلمة || لينا يعقوب

لقاح ترمب

شارك الخبر

(1)
بين ظهور حالة وأخرى مصابة بوباء كورونا، هناك مساحة شاسعة للشائعات، لا تجد من يفندها إلا بظهور حالة جديدة.
المسألة ليست فقط إحصائيات، كم عدد الذين أصيبوا أو تُوفوا، إنما متابعة مستمرة علمية واجتماعية وإعلامية.
هذا الوباء أرق الدول الكبرى ذات الأجهزة القوية، والرعاية الصحية المتطورة وثقافة الشعوب الملتزمة.
في السودان لدينا ثقافة “الإيثار”، تفضيل الآخرين على النفس، مشاركتهم الأفراح والأحزان، من المخجل الامتناع عن حضور مناسبة بسبب “وباء كورونا”.
(2)
قبل أيام تحدث الرئيس الأمريكي عن اقتراب الإعلان عن لقاح لعلاج كورونا قائلاً إنه سيكون متاح قريباً ومبشراً أنه سيعالج المصابين بالوباء، وهو الأمر الذي فنده الأطباء والعلماء، لأن الوقت ليس للوعود الهلامية والعهود المشكوك فيها.
مراسل شبكة “NBC News” وجه سؤالاً لترمب قبل يومين في مؤتمر صحفي، عما إذا كان يمنح الأمريكيين “أملًا كاذبًا” من خلال الترويج لعقاقير علاجية غير مؤكدة.
واستشهد المراسل بأحدث إحصاءات الوباء، التي تُظهر أن آلاف الأمريكيين مصابون الآن، إضافة إلى ملايين الخائفين، ليختم حديثه لترمب، ما هي رسالتك لهم؟
لكن كالعادة انفعل ترامب، وهاجم الصحفي قائلاً: “إنك مراسل سيء.. هذا ما أقوله”، واتهم القناة وعدد من القنوات الأمريكية الأخرى بالبحث عن الإثارة الرخيصة.
لكن الحقيقة أن على المواطنين مواجهة الحقائق وليس التعلق بآمال بعض العلماء.
عدد من الصحفيين الأمريكيين وقفوا مع زميلهم حتى في طرح الأسئلة على ترمب، فسأله أحدهم “هل تعتقد أن مهاجمة شبكة إخبارية شيء مناسب عندما تمر البلاد بشيء من هذا القبيل؟”.
تساءلت ماذا إن حدث هذا في السودان، سيقف الكثيرون مع المسؤول “ترمب” وليس مع الصحفي “بيتر”، لأن الواجب هو نشر الأمل والتفاؤل بحسب ما يردد البعض حالياً..!
(3)
كثير من الدول تفرض حجراً صحياً عاماً، بينما تفرض الأردن حجراً عنيفاً من نوعه، حظر تجوال، حجر على الفنادق، إغلاق المؤسسات، وضع قيود على حرية التنقل للأشخاص، عقوبات صارمة تصل بالسجن لعام أو يزيد على أي مخالف.
الحمد لله أن عدد المصابين في السودان لم يتجاوز اثنين، وهو ما يستدعي وجود آليات مراقبة للقرارات التي تصدر بحظر التجمعات وغيرها.
لا فائدة من إصدار قرار لا ينفذه المواطنون، لأن البشر بطبيعتهم ضد التقييد، غير أن دولة مثل السودان ضعيفة في الرعاية الصحية، غير مؤهلة لاستقبال حالات كورونا، وتعاني من أزمات في المحاجر الصحية بنقص المياه والطعام وغيرها، من المهم أن تكون قراراتها “الوقاية خير من العلاج”، خاصةً أنه لا علاج معتمد حتى الآن.
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا،).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.