ارجوا الله في الكريبة

(1)
لأستاذنا وأستاذ الأجيال محمد عبد الله الريح رائد الشعر الحلمنتيشي في السودان مقطع يقول فيه (أكان قصدي أريد أختك / وكت الريدة وقعت فيك نقول بختك).

فيبدو أن لجنة الطوارئ الكورونية في السودان كانت تقصد حظر التجوال أثناء النهار لتجنب المواطنين الزحمة، ولكنها طلعت قرار الحظر لليل فقالت خلاص ليل ليل، فالليل والنهار أخوات لكن شاعر الدوبيت يرفض ذلك بالقول (الراسو بوجوعو ما بربطو ليهو كراعو)، يا ربي يكون حظر التجوال الليلي دا مقصودة الكورونا مع حاجات تانية حامياني ؟ على العموم وكما قلنا بالأمس إن حظر التجوال الكامل إذا حدث لا سمح الله، سيكون وقعه صعبا على فئات كبيرة من الشعب لأن معظم القوى العاملة في السودان تعمل في القطاع غير المنظم أي معتمدة على رزق اليوم باليوم. ومع ذلك يمكن أن نتقبل حظر التجوال الليلي لأنه يظهر جدية الحكومة في مقابلة الأمر ويجعل المواطن يستشعر الخطر القادم ويقلل من الحوامة بالنهار نسبة لضيق الوقت ويلم الناس على بيوتها بالليل.وبما ان كل العالم حظر بالليل خلونا نقول ان الفيروس المعني بينشط بالليل.

(2)
ما لم أفهمه من قرارات اللجنة وقف السفريات بين الولايات ابتداء من يوم الخميس،علما أن توقف الحياة أو شبه توقفها في الخرطوم كإغلاق المدارس والجامعات كما أن البعض يريد أن (يرجى الله في الكريبة) سوف يجعل الناس يرجعون الى ولاياتهم، فخروج الناس من الخرطوم مطلوب في هذا الوقت لأنه سوف يقلل الضغط على الخدمات وينعش الحياة في الأرياف خاصة ضواحي ولاية الخرطوم.
فكل الشواهد تقول إن السفر سيكون عكسياً أي خروج من الخرطوم لأنها أصبحت (حيث الكورونة بتنوم)، فكان ينبغي عدم منع الخروج من الخرطوم فإن كان المقصود أن مقاعد البصات السفرية بتشكل زحمة فيمكن تقليل عدد الركاب داخلها لأن الناس لن يتركوا السفر وسيخرجون من العاصمة وسوف يركبون (الشرائح) رغم خطورتها والعربات الصوالين وهي أعلى سعرا والزحمة داخلها أشد، فمن فضلكم خلو الناس تمرق من خرطوم الجن دي.

(3)
استغربت لبيان صدر من القوات المسلحة قبل أيام يقول إن مستشفياتها لن تستقبل حالات الاشتباه في الكورونة بينما كانت جيوش العالم تتولى أمر الكورونا في بلدانها كما هو واضح في الصين وفي فرنسا والأردن وتونس وغيرها، لذلك جاء بيان الفريق أول البرهان مساء الإثنين بأن القوات المسلحة تضع نفسها وكافة إمكانياتها تحت تصرف لجنة طوارئ الكورونا بردا وسلاما ووضعا للقوات المسلحة في مكانها الطبيعي، فإذا كان بعض الناس خائفين من تدخل الجيش يقود لحاجات كدا ولا كدا فسيادة القائد طمأنهم بأن لجنة الطوارئ هي التي سوف تتحكم في تحركات الجيش وليس العكس فارقدوا قفا.

(4)
على العموم، مجمل قرارات الإثنين في تقديري جاءت في الاتجاه الصحيح إذ أظهرت جدية الجهاز التنفيذي في الاستجابة لتحدي الكورونا وسعيه الجاد كي ينقل هذه الجدية للمواطن والذي كما قلنا بالأمس ما زال لا مبالياً بالأمر وان تجاوبه مع الميديا العالمية التي يتابعها بكثافة ما زال محدودا، فحظر التجوال الليلي ومنع السفريات الطويلة مهما كان رأينا فيهما، يمكن اعتبارهما مقدمة لما سيتخذ من قرارات إذا استفحل الأمر لا سمح الله وغزت السيدة الكورونا السودان. فاللهم اصرفها عن عبادك في كل البلدان ولا تجعلها بحوالينا ولا علينا.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.