حاطب ليل||د.عبداللطيف البوني

كورونا بلون القمح

شارك الخبر

(1)
(مرة تغلبني القراية ) إنما في الحقيقة مرات وليس مرة واحدة غلبتني القراية في دفتر القمح بسبب جائحة الكورونا علما أن موسم قمح 2020 له وقع خاص في نفسي، فقد تابعته بأعصابي منذ بدايته المتعثرة ثم إصرار المزارعين على زراعته ثم تحرك المؤسسات القائمة عليه بعد الهجمة الإعلامية، ثم الموسم الشتوي الممتاز والذي مع التقاوي الممتازة قلب المعادلة لنصبح في انتظار أعظم موسم قمح في السودان، ولكن كما يقول أحبابنا في شمال الوادي (الحلو ما يكملش) فهاهو ثالوث أزمة الحصاد (الجازولين والكاش والخيش) يحاصرنا ولكن إن شاء الله سوف يهزم بالنقاط إن لم يكن بالقاضية.
(2)
القرار غير الموفق الصادر من السيد رئيس الوزراء والخاص بتسويق القمح, الحمد لله قد تم التراجع عنه برفع سعر التركيز فأصبح من المؤكد أن كل القمح سوف يكون تحت سيطرة البنك الزراعي ليسلم للمخزون الاستراتيجي والذي بدوره سوف يوزعه على المطاحن لكن المشكلة الآن عدم وجود سوق جانبي للقمح وهو مهم جدا لأن المزارعين قبل أن تصل قروش البنك الزراعي محتاجين لقرشين تلاتة، فالواحد منهم مضطر لبيع شوالين ثلاثة بأقل من سعر التركيز وسيقوم بشرائها التجار الذين سوف يبيعون للبنك الزراعي، فعدم وجود هذا السوق ضايق المزارعين وعرضهم للابتزاز فمن فضلكم دعوا الأسواق تفتح ليشعر المزارع أنه حر في ملكه، طالما أن القمح سوف ينتهي عند البنك الزراعي.
( 3)
ومع كل الذي تقدم أيضا يبقى الحلو ما يكملش فخوفنا الآن من جائحة الكورونا أن تؤثر على الحصاد الذي سوف يصل قمته في هذا الأسبوع والذي يليه علما أن مقطوعة الطاري هي الأخرى سوف تبلغ قمة تهديدها لنا في السودان في هذين الأسبوعين أيضا فلو حدث منها أي شيء كدا ولا كدا لا سمح الله سوف نعتبر أن هذه عين وأصابت، ونقول (شقي الحال يلقى العضمة في الفشفاش) مش أحسن من المثل داك ؟ . ولكن في الشايفو أن المزارعين سوف يحصدون قمحهم حتى ولو دخلت الكورونا بين القمحة والشراية فبعد ما لبنت ما بدوها الكورونا. فقط على الحكومة أن تساعدنا بانسياب الجازولين ثم الكاش ثم الخيش ثم فتح السوق (ثم تعني الترتيب بتراخي).
(4)
حتى ساعة كتابة هذا المقال في يوم السبت 28 مارس، مؤشرات الكورونا , الانتشار والتعافي والموت كلها في حالة تصاعد. من حيث الكم دخلت الولايات المتحدة المربع الذهبي أما من حيث النوع فقد تقدمت بريطانيا بإصابة رئيس الوزراء ووزير الصحة . في العالم العربي الموت بالعشرات والآحاد وعن افريقيا تقول منظمة الصحة العالمية إن الخطر قد اقترب منها، أما نحن في السودان فقد وصلت حالات الإصابة خمساً مع حالة وفاة واحدة رفض أهل المتوفى أنها كورونا . كل الحالات قادمة من الخارج . التدابير التي اتخذتها الحكومة مع الميديا العالمية جعلت الخوف يدب في نفوس المواطنين مع ترحيب عالٍ بارتفاع درجات الحرارة وتبقى حالة (جوك جوك وما كتلوك) هي المسيطرة . أثناء كتابة هذا المقال حانت مني التفاتة للتلفزيون وكان المؤشرعلى (سودانية 24) فوجدت فيها فناناً ناشئا يغني أغنية خلف الله حمد (أنا في التمني ديما هديلي ساجع ) ويقول (أعاين فيهو واضحك واجري واجيهو راجع)، فلخص لي الموضوع . وليحفظ الله البلاد والعباد.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.