الطريق الثالث – بكري المدنى

فشل الشلة

شارك الخبر
  • لماذا نجح النظام السابق ومنذ بداياته في الحفاظ على استقرار نسبي وبشكل جيد في كثير من الأحيان على الخدمات ومعاش الناس والأمن العام لأطول فترة من عمره، بينما فشل النظام الحالي في كل ذلك رغما عما توفر للأخير من ظروف أفضل لأنه ناتج عن ثورة شعبية عارمة عكس النظام السابق والذي جاء عبر انقلاب عسكري مسنود بحزب واحد ؟!
  • واحدة من الإجابات التي أعتقد في صحتها أن النظام السابق نجح في احتواء وتوجيه المجتمع وذلك من خلال عقده عشرات المؤتمرات ومنذ بدايته ولكافة فئات المجتمع وفي كل المجالات ومن ثم توجيه الناس لخدمة خط النظام الجديد فكانت المؤتمرات السياسية ومؤتمرات قضايا الاقتصاد والتعليم والصحة وحتى الأمن والتي شارك فيها المئات من أبناء وبنات السودان ونجح النظام السابق من خلالها في تلافي الهزة التي كان يمكن أن يحدثها التغيير وضمن من خلال ذلك الحراك الكبير أيضا انسياب الخدمات والحفاظ على معاش الناس والاستقرار في كل الأوضاع وذلك بمشاركة أكبر قدر من الناس في النظام الجديد على المستوى القاعدي مع الاحتفاظ بدفة القيادة على يد المنتمين تنظيميا للحركة الإسلامية.
  • مع استمرار السنوات تكونت للنظام السابق قاعدة كبيرة من الأنصار وأصحاب المصلحة في النظام من رجالات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وحتى قواعد الأحزاب التقليدية وغزا النظام السابق أيضا الأوساط الشعبية من خلال تكوين لجان الأحياء ونفذ إلى المؤسسات العامة ومؤسسات المجتمع المدني واحتواها جميعها ووجهها الى حيث يريد وحصد نتاج كل ذلك كما قلت ومنذ البداية ضمان استمرار واستقرار الحياة في كل مجالاتها لأطول فترة ممكنة.
  • النظام الحالي والذي أخذ من النظام السابق كل أخطائه لم يأخذ منه هذه الحسنة أي حسنة استصحاب الجميع في مرحلة بناء الدولة بنظام جديد بل العكس اتجه هذا النظام للأخذ بسياسة عزل كامل القاعدة التي تكونت للنظام السابق واحتكر الأمر دون ان تتوافر لديه كوادر وقواعد قادرة من حيث الكم والكيف على إدارة شؤون الحياة فكان التردي السريع في معاش الناس وفي الخدمات وفي الأمن العام !
  • لا توجد اليوم لجان للخدمات بالأحياء وإن وجدت فهي لا تعمل وان عملت فهي لا تعرف، فالعمل العام يقوم على الخبرة والتجربة وعلى الصبر والمعرفة وكذا الحال بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني والأهلي وحتى العمل في المؤسسات العامة وبما فيها المؤسسات النظامية (شرطة وامن) تدهور فيها العمل لمستوى ملحوظ لإحساس العاملين فيها -الذي لم يأت عن فراغ- بأنهم مستهدفون في أرزاقهم وفي وظائفهم باعتبار أنهم جزء من النظام السابق!
  • أصبح الأمر كله بيد(شلة)صغيرة تريد أن تدير شؤون السودان وحدها مع جهل أغلب عضويتها بهذا السودان حالا ومكانا وإنسانا وكان من الطبيعي أن تخرج الأمور عن السيطرة فالكل اليوم يتفرج على عمل هذه(الشلة)فلا صديق لها مسموح له بمساعدتها ولا عدو في حاجة الى معارضتها وأصبح موتها مؤكد بالكورونا أو بغيرها!
شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.