يموتون جوعاً ودوسنتاريا

منذ سبعة عشر يوماً تم حجز 30 شاحنة قادمة من دولة الجنوب في الحدود الجنوبية للسودان أو جنوب هجليج بعشرين كلم. ستون شخصاً على الأقل حجزوا في منطقة خلوية ليس فيها أي خدمات حتى الماء ما أصابهم بالأمراض الدوسنتاريا والقارديا والإسهالات علاوة على الجوع وانعدام المواد الغذائية . هل كل ذلك خوفاً من (الكورونا) هؤلاء سيموتون جوعاً وعددهم أكبر من كل الذين أصيبوا بالكورونا.
أين المسؤولون عن الحدود أين المسؤولون عن المعابر كيف يمنع إنسان من دخول بلده ويترك في العراء بلا ماء ولا أكل ولا علاج لأكثر من أسبوعين؟ هل في الأمر كيد من جهة ما؟ من المسؤول عن نقطة المعابر هذه؟ هل هذه أوامره بأن يمنع الناس من الدخول قولاً واحداً وليس هناك أي معالجة أخرى؟ أما سمع بالحجز الوقائي ألا توجد مستشفيات داخل البلاد ولا حل إلا أن يحبسوا خارج الحدود إلى أن يموتوا جوعاً ومرضاً. يا أخي إذا قصدت قتلهم أخرج رشاشك وأعدمهم جميعاً بدل هذه البهدلة وهذا الموت البطيء.
أليس وجه الشبه كبير بين هؤلاء وعنبر جودة في 1956 الذي حجز فيه المزارعون في مخزن ليس فيه تهوية إلى أن ماتوا اختناقاً ولم يخرج منهم حي إلا اثنان أو ثلاثة حكوا ما حدث لهم.
وصارت وصمة عار في جبين كل متسلط لا يحسن التصرف. ولم تمت لأن الشاعر صلاح أحمد إبراهيم خلدها بقصيدته المشهورة.( لو أنهم حزمة جرجير يعد كي يباع لخدم الافرج في المدينة الكبيرة/ما سلخت بشرتهم أشعة الظهيرة/وبان فيها الاصفرار والذبول/ بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة/وبللت شفاههم رشاشة صغيرة).
هل توجد دولة في العالم تتعامل مع مواطنيها بهذه القسوة وبلا سبب. شاحنات عليها ستون رجلاً يحجزوا أكثر من أسبوعين في العراء. مواطنون حملوا إغاثات لدولة الجنوب إذا أصلاً لا تريد التعامل مع دولة الجنوب لأي سبب سياسي أو اجتماعي ما كان تتركهم يخرجون أصلاً أما وأن تركتهم خرجوا فاتركهم يعودون، اللهم إلا إذا في الأمر إنَّ.
وآخر تهديد من المنطقة أن سيطلقون النار على أي شاحنة تتحرك متراً. بالله كيف هذا؟ وبأمر من؟ وإطلاق النار دا الحلو ذات نفسه أعلن وقفه بين الخصوم هذا يريد ان يطلق النار على مواطنيه لأنهم أرادوا أن يعودوا الى أبنائهم.
لو كانوا حيوانات في بلاد الكفر لتحركت لنجدتهم جمعيات الرفق بالحيوان وطارت الهيلكوبترات لنجدتهم. إنهم بشر والنفس الإنسانية غالية (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) الأمر لا يحتاج اكثر من مكالمة هاتفية من جهة ما تعلم الأسباب والتعنت والكيد الحاصل.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.