هل لا زالت الشوارع لا تخون؟

  • سطر الصديق العزيز والأخ النبيل الأستاذ ضياء الدين بلال بالأمس مادة ثرة مليئة بالمعلومات وسرد الوقائع ومشبعة بالانفعالات الدالة على (شيل الهم) وعلى الشجاعة المهنية في معالجة قضايا الوطن الحالكة في زمن المنعطفات ولحظات السخونة، جاءت المادة بعنوان (البشير: اللقاء الأخير) والمنشورة بزاويته المقروءة (العين الثالثة) على أخيرة هذه الصحيفة، والمتوافر الآن على موقعها الالكتروني .

  • فرضت عليّ مقارنة الأوضاع بين الأمس واليوم حضورها بقوة بينما كانت عيناي تلتهم أسطر ما دوّن (ضياء) و محركات بحثي الذاتي تنشط في استدعاء وقائع معلومة وأخرى لم تنشر بعد كنت قد عايشتها بين الزمنين،، فبغض النظر عن الصراع السياسي الذي كان قائما بين النظام السابق بكل مكوناته وبين معارضيه، وبغض النظر أيضاً عن خلافات حاضنته السياسية التي ذهبت بريحه، الا أن ما أصاب معيشة الناس وأشعل الشارع في عطبرة والدمازين في ديسمبر 2019م تتكرر أسبابه الآن بل وبوقعٍ أشد .

  • لإن أرخ الأستاذ ضياء الدين للأزمة الاقتصادية التي أحاطت بالمواطن حينها بميزانية الفريق الركابي التي من سماتها انخفاض قيمة الجنيه وصعود الدولار على الجراح ـ حسب وصفه البليغ ـ فها هي ميزانية البدوي (الشترا) التي أُعلن أنها قابلة للرتق ترتفع بالدولار إلى حدود الموت (كمدًا) قبل أن يصير زؤاما.

  • ذات مجموع السياسات الخاطئة والقرارات الطائشة والعجز عن إيجاد الحلول والتصالح مع الفساد التي حدد بها الأخ ضياء قرب البشير للهاوية، يُرى حافر الحكومة الحالية علي حافرها ، فتطاول ثعابين صفوف الوقود والخبز صارت من معالم المدينة ومؤشراً على العجز ، ناهيك عن التجريب في أنظمة توزيع الدقيق وتسعير قطعة الخبز و طشاش الرؤية في قضية رفع الدعم وكيفية إزالة آثارها، والمخاوف التي حلت بسبب النزاع داخل قحت في مبدأ إقرارها أصلاً من عدمه، وطامة مخالفة لوائح العطاءات والعقود في قضية الفاخر التي فضحتها الصحافة ووضعتها في أعلى مراتب الفساد .

  • ولأن القلوب شتى داخل الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، أصابتها لعنة عدم التوفيق في كثير من الحلول المرجوة وآخرها الآلية العليا لإدارة الأزمة الاقتصادية التي لم يعرف لها مصير بعد تمنع الفريق اول حميدتي من رئاستها (بسبب ما يُعتقد انها متراكمات ظنون بعض المكونات) وبعد استقالة المنصورة ممثلة الحزب الكبير،، ولم يبقَ من مجهودات تبذل أو تدابير تتخذ أو حملات تقام الا بهدف جعل بريق (الثورة) لا يخبو ووقودها لا ينفد كما نفد الجاز بعد سريان مشاعر الخذلان وإحلال الإحباط في أوساط الناس .

  • (الموت بالجوع أو بالكورونا أو بالطلقة ياهو واحد) هذه عبارة المرأة الغاضبة التي تشتكي من ضنك العيش بفعل الأزمة وتشكك في إجراءات الحظر بسبب الكورونا التي حملها تسجيل صوتي متداول بالوسائط الالكترونية،، وكأني بها تلتقط ما كتبه الأخ ضياء الدين في زاويته إبان أزمة النظام السابق ونوه إليه بالأمس (إذا جاءت الساعة الخامسة والعشرون، معادلة الصفر وأوان الأزفة، ساعة اليأس وفقدان الأمل وانغلاق الأفق، حين يصبح البقاء في المنازل أصعب من الخروج للشارع لمواجهة كل الاحتمالات، حينها سيصبح الموت والحياة على حد سواء).. فحقًا (الشوارع لا تخون)،، والى الملتقى .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.