خبراء سدود: اجتماع النهضة ببحر دار عديم الجدوى

 

الخرطوم: هالة

قطع خبراء سدود وأعضاء تفاوض سابقون في الملف نفسه بالسودان بعدم نجاح رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في إلقاء حجر لتحريك البركة الساكنة في التفاوض حول القضايا العالقة في ملف سد النهضة الذي جمد لعام كامل، بإعلانه خلال اجتماع مشترك مع الرئيس الأثيوبي، آبي أحمد، على هامش منتدى (تانا) العاشر للسلم والأمن الأفريقي، الذي احتضنته بحر دار الإثيوبية مؤخراً، عن إمكانية التوصل لاتفاق مع الجارة أثيوبيا بشأن القضايا الفنية للسد وحسم الأخرى عبر الحوار.

وقال الخبراء لـ”السوداني” إن لقاء البرهان ـ آبي أحمد عديم الجدوى بسبب الضبابية التي تحيط بإنشاء وتشغيل وأمان السد.

وقال عضو لجنة الخبراء الدوليين لسد النهضة، دياب حسين، لـ”السوداني” إن الاتفاق حول القضايا الفنية تحصيل حاصل، وإهدار للوقت؛ لأن السد لا يزال بلا رؤية واضحة وأسس لتشغيل المنظومات المائية، فعلى ماذا يتفق البرهان وآبي أحمد، وحتى وإن تم الاتفاق على التشغيل، كما ترغب إثيوبيا، فسيظل هاجس الأمان والأضرار يقضان مضجع السودان.

وشرح حسين عدم تمكن المفاوضات من إحداث تغيير في مواقف إثيوبيا، وقال: “ربما تم الاتفاق على الوصول للتشغيل بالكيفية التي تريدها إثيوبيا، غير أن ذلك يتسبب في الأضرار بمصالح السودان؛ لأن تشغيل سد النهضة بتصريف المياه عبر الكهرباء في ظل تخزيننا الذي لا يتجاوز السنة المائية، وترك كل الأضرار الناتجة عن هذا التشغيل في عدم وجود برنامج واضح من السودان في كيفية تشغيل المنظومة المائية من سدود ومشاريع، وترك كل الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتبعة الآن منذ مئات السنين، وعدم معالجتها، يضع السودان تحت طائلة الاستجداء، أما أمان السد فلا مجال لمناقشته لأنه يدخل المفاوضات في حلقة مفرغة خاصة أن السد لم يكتمل ولم يتم الملء الكامل .

وقال الخبير في المياه، د.أحمد المفتي، لـ(السوداني) لا يمكن أن تدخل أي دولة، في مفاوضات من أجل التنازل عن ما اكتسبته من حقوق، إلا إذا وجدت ظروف تضطرها لذلك، ولكنني أعتقد أن السودان ومصر قد أوجدا ظروفاً تضطر إثيوبيا للتنازل عن الحقوق التي اكتسبتها وهي التشييد، والملء، والتشغيل، بإرادتها المنفردة.

وقال إن النزاعات حول المياه المشتركة من أكبر مهددات الأمن والسلم، وعلى الرغم من ذلك لا أتوقع أن يكون الجانبان قد ناقشا ذلك الأمر لحساسيته العالية.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.