عضو اللجنة المركزية والناطق باسم جبهة التحرير العربية م. محمود الصيفي لـ(السوداني): الفلسطينيون صدموا بإعلان البرهان إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني
إفريقيا هدف للكيان الصهيوني رغم الفشل الذريع في(…)
تبني الأمم المتحدة إبداء رأي استشاري في مسألة “الاحتلال ” انتصار للقضية الفلسطينية
(…) شجع ترمب ونتنياهو على طرح ما سمي بصفقة القرن
فشل رهان العدو الصهيوني على استقبال وفده بالورود في مونديال قطر
المستفيد الوحيد من التطبيع هو (…) ويؤدي للمساس بسيادة الأقطار العربية وأمنها القومي
|
حوار: إيمان فضل السيد
كشف عضو اللجنة المركزية والناطق الرسمي باسم جبهة التحرير العربية م. محمود الصيفي عن أن الشعب الفلسطيني صُدم بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني التي وصفها بأنها عسكرية وأمنية.. مبررًا الصدمة لأن على أرض السودان عُقدت قمة اللاءات الثلاثة (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل). مشيرًا إلى أن شعب السودان بقواه الحية رافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني وقادر على مواجهة الانقلابيين وإعادة الوجه المشرق للسودان.
وأكد الصيفي أن رفض الجماهير العربية والإسلامية في مونديال قطر لوجود الكيان الصهيوني شكلت فشلًا لرهاناته في تسويق نفسه، بل وشكل صدمة كبيرة له ولمؤيديه الذين راهنوا على اتفاقيات التطبيع التي تم عقدها مع أنظمتهم في استقبال حافل بالورود من الجماهير. وأضاف: لكن خاب فالهم.
- كيف ترى خطوات السودان االمتسارعة للتطبيع مع إسرائيل بدعوى أن السودان لا ينتمي للمجال الثقافي والسياسي العربي؟
حقيقة لقد صدم الشعب الفلسطيني بإعلان رئيس مجلس السيادة العسكري السوداني إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ووصفها بأنها عسكرية وأمنية، خاصة أن على أرض السودان الشقيق عقدت القمة العربية الرابعة في العاصمة الخرطوم عام 1967 بعد هزيمة الأنظمة العربية بشهرين وعرفت بقمة اللاءات الثلاثة تحت شعار (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل). .
- كثيرون يرون أن مثل هذا الحديث عاطفي وتاريخي؟
حقيقة إن إقدام النظام العسكري على الانقلاب على الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير وشن حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات الأحزاب الوطنية والقومية وزجها في سجون النظام العسكري وعلى رأسها الرفيق المناضل علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي أمين سر قيادة قطر السودان، كل تلك الإجراءات تأتي ضد الحركة الوطنية وقياداتها لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وليؤكد أن نظامه العسكري هو جزء من منظومة التطبيع العربية مع الاحتلال الصهيوني، ويبقى شعب السودان الأبي بقواه الحية رافضًا للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني وقادرًا على مواجهة الانقلابيين وإعادة الوجه المشرق للسودان المؤمن بقضايا أمته خاصة قضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية .
- لكن التطبيع لم يقف عند الأنظمة العربية بل تغلغل إلى الحد السعي ليكون العدو الصهيوني عضوًا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي، فإلى أي مدى يمثل ذلك خطرًا على القضية؟
لا يختلف اثنان على أهمية الوجود الصهيوني في إفريقيا بعد نجاحه في التطبيع مع عدة أنظمة عربية، حيث قال رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو إن كيانه المسخ استطاع إلغاء الفيتو الفلسطيني بالتطبيع مع العرب وأن علاقته مع العرب لن تمر من رام الله قاصدًا من خلال الفلسطينيين .. لذلك ستبقى إفريقيا هدفًا للكيان الصهيوني رغم الفشل الذريع لهم بالتواجد بصفة عضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، وهنا نثمن مواقف الدول التي أفشلت هذا السعي الصهيوني. وندرك أن ضغط وتهديد الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الدول الفقيرة أو الضعيفة سواء كانت عربية أو إفريقية سيستمر من أجل عزل وإضعاف القضية الفلسطينية بل العمل على إنهائها .. ولكننا شعب عظيم مؤمن بقضيته وأمته لا يهزم مهما طال زمن الاحتلال …
- مؤخرًا تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب محكمة العدل الدولية بإبداء رأي استشاري في مسألة “الاحتلال الإسرائيلي” للأراضي الفلسطينية، ما أثر هذا القرار في رأيكم على القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي؟
يعتبر تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا القرار بعد تصويت أغلبية الأعضاء بـ 87 صوتًا هو انتصار للقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني وإدانة لممارسات القتل والنهب التي ينتهجها الكيان الصهيوني. وآن الأوان لأن تكون دولة الكيان الصهيوني تحت القانون الدولي، لأنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون فارتكبوا جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر المجتمع الدولي ولم يحرك ساكنًا ولم يحاسبهم أحد على هذه الجرائم التي زادت عن الخمسين مجزرة طالت الأطفال والنساء والشيوخ، وما قتل الطفلة جنى زكارنه قبل أسبوعين على يد جندي صهيوني في مدينة جنين وهي في منزلها لجريمة يندى لها جبين الإنسانية ..
- عمليًا كيف تفسر التراجع الرسمي العربي في قبول صفقة القرن التي تطرح (السلام مقابل السلام) بعد أن كانت المبادرة العربية تطرح (الأرض مقابل السلام)؟
ما سمي بمبادرة السلام العربية التي صدرت عن مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 2002 تحت شعار (الأرض مقابل السلام) ولم تحضرها فلسطين وكانت بمثابة التخلي رسميًا عن 78% من أرض فلسطين التاريخية وعن كثير من الثوابت الفلسطينية خاصة قضية اللاجئين . لذلك رفضها الشعب الفلسطيني لأنها تنهي حلمهم بالعودة إلى ديارهم في حيفا ويافا وعكا وغيرها من مدن وقرى فلسطين المحتلة عام 1948م، ورغم طرحها من الأنظمة العربية إلا أن الكيان الصهيوني لم يلق لها بالًا او اهتمامًا، لأن أهدافه هي ابتلاع ما تبقى من فلسطين وهي الضفة الغربية..
- هل هناك متغيرات أو عوامل ساهمت في ذلك التبدل والتراجع؟
في اعتقادي أنه نتيجة لما حدث من فوضى في الأقطار العربية مع تبديلات عديدة في رأس الهرم فيها ومع رئاسة دونالد ترمب للولايات المتحدة كانت الأنظمة العربية في أسوأ حالاتها مما شجع الرئيس ترمب وبالاتفاق مع نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني على طرح ما سمي بصفقة القرن سيئة الصيت التي رفضها شعبنا جملةً وتفصيلًا..
واضطرت إدارة ترمب نتيجة الضغط الشعبي الفلسطيني والعربي إلى التراجع عن تطبيقها رسميًا . إلا أننا نعلم كفلسطينيين أن الكيان الصهيوني ينفذ خطة صفقة القرن بضم ما نسبته 30% من مساحة الضفة الغربية من خلال الانتهاكات والاعتداءات اليومية على البشر والشجر والحجر. إضافة إلى قرارات ترمب المتعلقة بمدينة القدس كل ذلك تحت سمع وبصر الأنظمة العربية التي رضخت لأوامر ترمب ونتنياهو بالتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني ضاربة عرض الحائط بدماء الشهداء وعذابات الأسرى وإنهاء حلم الشعب العربي الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وأصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني في وضح النهار.
- كيف ترى فشل رهانات إسرائيل في تسويق نفسها رغم موجات التطبيع التي دخلت فيها عدة دول عربية مؤخرًا، بدليل حجم الدعم الشعبي العربي للقضية الفلسطينية واحتضانه لها خلال مونديال كأس العالم في قطر؟
لقد راهن العدو الصهيوني بإرسال وفده إلى مونديال قطر على استقبال حافل بالورود من قبل الجماهير العربية والإسلامية والبلدان المشاركة نتيجة عقده لاتفاقيات تطبيع مع أنظمتهم تتضمن كافة مناحي الحياة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وغيرها، لكن خاب فألهم فما شاهده العالم بأسره أن الجماهير العربية والإسلامية اظهرت صراحة وبشكل واضح وراسخ رفض وجود الكيان الصهيوني في الوطن العربي على أرض فلسطين إلى جانب التأييد الجارف لفلسطين وأنه لا يوجد شيء اسمه (إسرائيل).. مما شكل صدمة كبيرة للكيان الصهيوني ومؤيديه.
- كيف يمكن تحصين وصيانة المجتمعات العربية من قبول مبدأ التطبيع في ظل حالات الانكشاف الوطني، وانعدام الغطاء السياسي والإعلامي، الذي يدعم موقف الشعب العربي في رفضه للاحتلال؟
هنا يجب علينا نحن كأحزاب ومؤسسات عربية استثمار هذا الاستطلاع العفوي الذي أظهر التأييد الكبير لفلسطين بنسبة 100% وبنفس النسبة رفض للتعامل مع الكيان الصهيوني، ولا نتركه كحدث عابر وانتهى بل العكس من ذلك يجب الحفاظ عليه وتطويره لمواجهة مسلسل التطبيع للأنظمة العربية، مما يشكل رادعًا لها بأن الجماهير العربية ترفض أي علاقة مع الكيان الصهيوني بل ما يزال يحدوها الأمل بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
- كيف يمكن توجيه مهام الحركة الشعبية على امتداد الوطن العربي في مواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية؟
تعتبر مقاومة التطبيع شكل من أشكال مقاومة الاحتلال الصهيوني، لذلك لا بد من وضع برنامج لمقاومة التطبيع وهذا يقع على عاتق الأحزاب السياسية والمؤسسات على اختلاف تخصصها إضافة للشخصيات الناشطة في الأقطار العربية المناهضة للاحتلال تبدأ بتنظيم لقاء أو مؤتمر عاجل لتوحيد جهودها ووضع برامج عمل للتصدي لأية حالات تطبيع جديدة، وكذلك العمل على محاصرة الأنظمة المطبعة جماهيريًا والاستفادة من مظاهر الرفض الجماهيري العربي للوجود الصهيوني في قلب الوطن العربي، الذي بدا واضحًا في مونديال قطر. وأيضًا العمل على دعم وتفعيل حركة المقاطعة في العالم، والعمل على إيجاد أجسام ثقافية على غرارها في الأقطار العربية والاستفادة من نجاحاتها في وقف تعامل عشرات الشركات في العالم مع الكيان الصهيوني .. وهنا لا بد من التأكيد أن المستفيد الوحيد من التطبيع هو الكيان الصهيوني في كافة المجالات اقتصاديًا وماديًا وأمنيًا وغيرها ..في حين يؤدي إلى المساس بسيادة الأقطار العربية وأمنها القومي.
- أخيرًا ما الدور الذي تبذله جبهة التحرير العربية، لتوحيد الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية؟
موقف جبهة التحرير العربية الثابت والنابع من مبادئها هو الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، فلم تتخلف عن أي محفل هدفه تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام فشاركت في جميع اللقاءات التي عقدت داخل فلسطين وخارجها، وكان آخرها في الجزائر الشقيق بدعوة كريمة من جمهورية الجزائر الشقيقة للفترة مابين 11-13/ 10/2022 تحت شعار (مؤتمر لم الشمل الفلسطيني لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية).. وكنت أنا شخصيًا عضوًا في وفد الجبهة إلى الحوار الذي نجح في التوقيع على وثيقة المصالحة التي أعدت من قبل القيادة الجزائرية، ومن المتوقع أن تتواصل قريبًا جلسات الحوار في الجزائر لإتمام المصالحة بإذن الله. لأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية هو الرد القوي على برنامج حكومة الإرهابي نتنياهو الفاشية.