كنا في زيارة رسمية للمملكة ضمن وفد برلماني من لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني، ومن ضمن فعليات الزيارة التقينا بمجموعة نيرة من أعضاء مجلس الشورى السعودي، وكتاب رأي في ضيافة مسؤول سعودي رفيع، وكان ملف العلاقات السودانية السعودية حاضراً .
في مداخلتي في الجلسة طلبت أن نتحدث بصراحة عن ما يريده كل طرف من الآخر حتى تبنى العلاقة بين الشعبين على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فكان جواب المسؤول السعودي الكبير مدهشاً عندما قال إن مصلحة المملكة في السودان أن يكون آمناً ومستقراً حتى أنه ذكر أنه قدم عرضاً للحكومة السودانية بمعالجة كل أشكال الصراعات القبلية الناتجة عن شح الموارد بمعالجة كل نواحي القصور التنموي بدعم سعودي كامل حافظاً على أمن السودان وسلامة شعبه، ولا توجد أي أجندة أخرى، وأن أمن السودان واسقراره هو أمن للمملكة، وأن السعودية تثمن العنصر البشري السوداني المتميز، ولا تنظر لموارده، فلديها وفرة في الرزق ..
وجد حديث المسؤول ارتياحاً كبيراً لدى أعضاء الوفد فكان ردنا أننا من جانبنا يهمنا أمن المملكة، وأن نبني معها علاقات إستراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأول مطالبنا كان تمييزاً إيجابياً لأكثر من مليون أسرة مقيمة في السعودية، فكان الرد إيجاباً مما أتاح فرصاً لعشرات الآلاف من الأطباء والمهندسين وغيرهم من المهن للعمل في المملكة بعد أن ضاق بهم الحال في السودان.
كان مطلبنا الثاني أن يشجع الاستثمار السعودي في السودان، فجاء توجيه ملكي للمستثمرين السعوديين بالتوجه للسودان؛ مما وضع المملكة في المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات الخارجية في السودان برصيد فاق العشرين مليار دولار .
هذه المقدمة جاءت لما شاهدته اليوم من مجموعة صغيرة يبدو أنها مدفوعة من جهات سياسية، وربما جهات خارجية أزعجها تنامي العلاقات السودانية السعودية والروح الإيجابية التي تمضي فيها، والأدوار المهمة والإيجابية التي تقوم بها سفارة خادم الحرمين الشريفين في جمع الفرقاء السودانيين وتوحيد كلمتهم.
هذه الجهات الشريرة تخبي عداءها للمملكة بالتواري في لافتات تحمل الإساءة للسفير السعودي الذي ما هو إلا سفير ورسول لبلده أحسن توصيل مشاعر المحبة ودعم أهل المملكة للسودان وأهله.
هذه الحملة ستفشل كما فشلت سابقاتها، وستظل العلاقة بين البلدين الشقيقين راسخة ومتجذرة، ولن يسمح الشعب السوداني لمجموعة صغيرة بالعبث بمصالحه ومصالح ملايين الأسر السودانية فتحت لها المملكة أحضانها، ولا أن يخربوا مستقبلاً زاهراً وأملاً دفاقاً يتطلع إليه الشعبان لرفعة ونمو وتطور بلديهما.