مشاهد من المؤتمر العام السادس لحزب المؤتمر السوداني

كتب: د. فخر الدين عوض حسن عبد العال

الآن وأنا أكتب لكم هذه السطور من داخل قاعة المؤتمر، حيث تجرى انتخابات لاختيار رئيس المجلس المركزي للحزب وهي المنصب الأعلى في الحزب.

وتجرى الانتخابات وسط حزم شديد من رئيس لجنة الانتخابات الدكتور كمال محمد الأمين وفريقه.. حيث الدخول للقاعة يتم بعد إبراز إثبات الشخصية ومن ثم عندما تتقدم إلى لجنة الانتخابات التي يجلس معها مراقبون، يتم وضع أصبعك في سائل لمنع التصويت المكرر، وتوقِّع وأنت داخل للقاعة، وتوقِّع مرة أخرى أمام اسمك وأنت أمام اللجنة الانتخابية المحددة، حيث أن لكل كلية انتخابية من المصعدين للمؤتمر العام شارة يلبسها محددة بلونها، وأنا ارتدى شارة برتقالية تدل على تصعيدي من القطاعات المهنية والفئوية، واقوم بإجراءات الإدلاء بصوتي في لجنة رقم 3.

وقد راعت رئاسة لجنة الانتخابات إجراءات خاصة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وهنالك قطاع كامل في الحزب يجمعهم، وأيضاً لهم الحق في الالتحاق بأي قطاع مهني أو فرعية جغرافية.. وهنا أود الإشارة بأن د. أمجد عبد السلام وهو كفيف يتولى رئاسة حملة أ. إقبال أحمد علي إحدى المرشحات لرئاسة المجلس المركزي.

محطات من المؤتمر:

* قبل قليل دلف إلى قاعة الانتخابات خالد عمر (سلك) للإدلاء بصوته، وسبقه الدقير وآخرون وتتم معاملتهم بدون أي شكل من التميز.

* قبل دخولنا الى القاعة التقطنا صوراً تذكارية مع ممثلى الأقاليم، وقيادات الحزب، وتناولنا الشاي والقهوة بروح الزمالة والمحبة، نعم نختلف في الرؤى ونتفق، ولكن روح الزمالة والمحبة تنتصر.

* من الطرائف وأنه وعقب إلقاء الدقير لخطاب الدورة وفتح الباب للنقاش، تقدم عدد ضخم للحديث والتعليق، ووقفوا في صف طويل انتظاراً لدورهم.. ونظرت ملياً إليهم ورأيتهم يمثلون قوس قزج السودان بكل نواحيه وثقافاته، منقبات، وبناطلين جينز، وأصحاب لحى متدينين خرجوا لأداء الصلاة، وقد لاحظت إطالة إبراهيم الشيخ في صلواته، وعلق أحدهم بأنه اول مرة يعرف انه “شيخ كبير”.

كل الثقافات حاضرة.. ومنهم مزارع قدم نفسه بأنه درس حتى رابعة ابتدائي وقد نال الاستحسان والتصفيق.

* تمدد الحزب في الولايات وتضاعفت اعداد دوره وفروعه بشكل ملحوظ، حيث كانت له دار واحدة في العباسية بأم درمان في عام 2016م والآن اقترب عدد دُوره في الولايات إلى ما يقارب الأربعين. واقترب الحزب من التمدد في كافة أنحاء الوطن.

* يشكك كثير من المراقبين في كيفية فوز عمر الدقير برئاسة الحزب.. والحقيقة أن المجال مفتوح لأي عضو لتقديم ترشحه بشروط سهلة جداً، أهمها كشف تثنية من 200 عضو من الحزب، وتم فتح باب الترشيح، ولم يتقدم غير الدقير ونور الدين صلاح الدين، وقد استبعدت لجنة الانتخابات الأخير لتجميده، رغم أن هذا القرار رأي الكثير من عضوية الحزب بأنه ليس صحيحا.

* أكثر الأمور التي لفتت نظري وتدل على تميز عضوية حزب المؤتمر، هو أن معظم ولايات دارفور إن لم تكن كلها، داعمة للمرشح محمد يوسف وهو من شمال السودان، ورئيسة حملته هي الكنداكة آمال أبو حسبو الرئيس السابق للحزب بولاية شمال دارفور، بينما ابن دارفور مستور يحظى بدعم كبير من الخرطوم والشمال وعضوية الخارج، وتحظى المرشحة إقبال أحمد علي بدعم كبير من المناصرين لقضايا المرأة وخصوصاً عضوية الخارج. وذلك لأنّ عضوية الحزب تدعم البرامج وليس للعنصرية والقبلية مكان في الحزب.

* جئت من اذربيجان لحضور المؤتمر، ومباشرة أصابني شد عضلي فظيع لدرجة عدم تمكني من الذهاب للحمام، ورغم ذلك كان الأماجد يسندوني لحضور المؤتمر ونسبة لشدة الألم لم استطع متابعة كافة الجلسات.

جدير بالذكر أن المصعدين للمؤتمر من فرعيات الخارج حرصوا على حضور المؤتمر من كافة بلاد العالم.. وأيضاً جدير بالذكر أن الحزب يعتمد في تمويله بصفة أساسية على عضويته في الخارج، وإبان الثورة واعتقال قيادات الحزب في داخل الوطن، دفع الحزب مباشرة بقياداته في الخارج لإدارة زمام الأمر.

* نسبة لتمدد الحزب وزيادة عضويته بنسبة فاقت العشرة أضعاف، إضافة إلى ظهور بعض الأمراض التنظيمية، فإن اللوائح الحاكمة لم تعد ملائمة للوضع الحالي، ومن ثم فقد سبق هذا المؤتمر، نقاش أوراق شاملة لكل الجوانب وتوجت بمؤتمر تنظيمي، رفعت توصياته لمؤتمرنا اليوم للنظر فيها، ومن ضمنها مشروع دستور جديد للحزب. أهم ملامحه وجود سلطات ثلاث في الحزب: تشريعية وتنفيذية وقضائية (الهيئة الدستورية)، والأخيرة عبارة عن سلطة شبه قضائية، وهنالك تياران داخل الحزب حولها، ومن المنتظر أن يحسم المؤتمر العام الجاري أمرها.

* تستمر جلسة مناقشة الدستور الى وقت متأخر من مساء اليوم، بينما يجرى فرز صناديق الانتخابات من قبل لجنة الانتخابات.

* صباح غد السبت أول اجتماع للمجلس المركزي المنتخب، بينما الجلسة الختامية للمؤتمر سوف تكون مساء الغد بقاعة الصداقة.

* من طرائف المؤتمر انه صادف اليوم عيد ميلاد الباشمهندس عمر الدقير.

Leave A Reply

Your email address will not be published.