حوار: محاسن أحمد عبد الله

لم يخطر على ذهن بشرٍ بكامل قواه العقلية، أن يتخيّل ما تقوم به أجهزة الأمن التي كانت تقوم بقمع المُحتجين وهي تقوم باعتقال طفل لم يبلغ الأربع سنوات برفقة والدته في مشهد لا يمت للإنسانية بصلة، ما أدخل الخوف والذعر في نفس الطفل الصغير وهو يزج به بجسده الصغير مع المُحتجين على ظهر التاتشر.. (كوكتيل) حرصت على معرفة مزيد من التفاصيل حول الموضوع بالتحدث مع والد الطفل المُعتقل وهو المُخرج المعروف بقناة النيل الأزرق مهدي نوري.. لنُتابع ما جاء على لسانه:-

*بدايةً.. ماذا حدث بالتفصيل؟

ما حدث كان إبان أيّام الاحتجاجات الأولى، حيث كانت الأجهزة الأمنية تُطارد المُحتجين وتضربهم وتعتقلهم، ونسبةً للفوضى التي كانت موجودة وقتها، ولتواجدي الدائم مع المُحتجين في المواكب، قرّرت أخذ أسرتي الصغيرة إلى منزل الأسرة بالموردة في أم درمان حتى أتفرّغ للتظاهرات، ولم أكن أدري أنّ زوجتي كانت تَخرج برفقة ابني أيضاً، في يوم الحادثة خرجوا مع المُحتجين في أحد الشوارع، وقام بعضهم بإشعال إطار السّيّارات وهم يُردِّدون عبارة (تسقط بس) ومن بينهم ابني محمد الذي ظلّ يُردِّد تلك العبارة، فهاجمتهم الأجهزة الأمنية بقذف البمبان وطاردتهم فاضطروا للاختباء داخل إحدى البنايات، إلا أنهم لحقوا بهم وأخرجوهم من تحت السراير واعتقلوهم.

*أين كان ابنك محمد في تلك اللحظة؟

كان مُختبئاً مع والدته تحت السرير فأخرجوهما معاً، وقذفا بهما في التاتشر بلا رحمةٍ من فوق المُحتجين الذين تم القبض عليهم، وأكّدت لي زوجتي أنّهما تم وضعهما من فوق بعض حتى شعر صغيري بالخوف.

*كيف كان حال الصغير محمد وقتها؟

كان مذهولاً وأُصيب بـ(الخلعة)، فهو طفلٌ صغيرٌ عمره ثلاث سنوات وشهرين فقط، ولأول مرّة يتعرّض لذلك المشهد غير الإنساني، وكان ممسكاً بوالدته خوفاً من أولئك الأمنجية الذين أدخلوا الرُّعب فيه وهم يحملون الأسلحة والعصيّ ويتعاملون معهم بعنفٍ، حتى إنّه دون أن يشعر تبوّل لا إرادياً، وهو موقفٌ صعبٌ جداً كان يمكن أن يتسبّب له في أمر أكثر من ذلك.

*كيف وضعه النفسي الآن؟

ما زال المشهد عالقاً في ذهنه لم ينساه أبداً نسبةً للعُنف الذي تعرّضا له، لذا تأثّر نفسياً.

*كيف تمّ إطلاق سراحه ووالدته؟

شاهدهما ابن خالتها وهما على ظهر التاتشر، فلحق بهم وتوسل العساكر بإنزالهما بأنّها هي زوجته والطفل ابنه ليقوموا بعد ذلك بإنزالهما.

*ما هي الإجراءات التي قُمت بأخذها؟

قُمت بفتح بلاغٍ، لأنّ ما حَدَثَ تَروِيعٌ للأطفال الأبرياء.

* ما هي رسالتك للمجلس العسكري حول ما حَدَثَ من عُنفٍ تجاه المُحتجين من الأجهزة الأمنية؟

أطالبه بهيكلة جهاز الأمن حتى لا يشرع في فظائع أُخرى تضرّر منها كثيرٌ من الأُسر، وأن يكون جهاز مخابرات وليس عنفاً، وأن ينعم الجميع بالحُرية والعَدالة والسَّلام.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.