لأجل الكلمة || لينا يعقوب

كلمة مضحكة

شارك الخبر

قال لي أحد قيادات قوى الحرية والتغيير، أنهم لا يريدون إن يكون السودان مكاناً لأطماع دول الإقليم وصراعاته.
أدهشتني العبارة إلى حدها البعيد، فكلمة “طمع” لا تستخدم عادةً إلا نحو ما هو جميل وغني ومكتمل وجاذب.
والسودان غني وجميل بأهله وأبنائه، أخلاقه وعادته، لكنه بلد ابتلي بالحروب والدمار، بالفقر والفساد، بتردي الخدمات وتردي كثير من العقول.. فمن ذا الذي يمكن أن يطمع في حفرة أو “قربة مقدودة؟”.
وهل وجود خاتم أو اثنين في تلك الحفرة العميقة، يعد شيئاً مغرياً للتسلل والوقوع فيها؟
جميع الدول التي اتهمت من قبل، بأن لديها أطماع تجاه السودان، أعمالها متعثرة وأرباحها خاسرة، وتعاملاتها الاقتصادية والتجارية كانت في كثير منها “مُجاملة” للسودان وشعبه..
كمثال من آلاف الأمثلة، شركة اتصال كويتية، ما عادت قادرة على تحويل أرباحها إلى عملة صعبة وظلت أموالها خلال سنوات مضت حبيسة دائرة مغلقة.
كثير منا في أوقات سابقة، استنكروا التبرعات التي كانت تأتي إلى السودان، لأن “عزة نفس” المواطن السوداني ظلت على الدوام تأبى الصدقات والتبرعات، رغم حاجة كثير من المواطنين في العاصمة والولايات إليها.
بل إن البعض ظل يعقد مقارنات حول ما تمنحه بعض الدول إلى دول أخرى من ودائع وقروض، وما تعطيه للسودان..
ارتفعت الأنا في غير موضعها، فالأنا هنا من المفترض أن تكون للأخلاق لا للجماد.
جميع الدول، إما أنها غنية وذكية في مجالات النفط، المعادن، الزراعة، الصناعة، السياحة، العلاج.. إلخ، ففي أي من المجالات السودان غني؟
أبنفطه الذي لا يكفيه شهر، أم كهربائه التي تقطع يومياً، أم زراعته التي لا تسد حاجة ولاية، أم بمصانعه المغلقة أم بطقسه الربيعي البديع؟
لا يجب أن يعلو الغرور في غير موضعه، أو يتوهم البعض أشياء غير موجودة.
هو ذات توهم بعض الإسلاميين الحاكمين في النظام السابق، أن مظهر السودان “المسلم” وتشدده الديني “القشري المظهري” يجب أن يتخطى دول لديها القدس والكعبة والحسين!
دقة التوصيف مهمة، فليس من مصلحة أحد، استعداء أطراف خارجية أياً كانت، فإن لم تكسب ودهم، لا تطلب عدائهم.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.