الصادق المهدي في حوار مفتوح لـ(النيل الأزرق):حينما تحدثت عن البوخة لم أكن أقصد الثورة.

مقابلة تلفزيونية أجراها : ضياء الدين بلال

في حوار مفتوح على قناة النيل الأزرق، لم تقل إجابات رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، سخونة عن الأسئلة التي طرحها عليه مقدم الحلقة ضياء الدين بلال، ما بين فرص ترسيخ التجربة الديمقراطية، وواقع الأحزاب، والوضع السياسي الملتهب، وحتى قضايا حزب الأمة والمؤتمر الوطني والعلاقة بينه والبشير وموقفه من المحكمة الجنائية ورسائله لبريد رئيس المجلس العسكري ونائبه، ودعوته للأحزاب لإجراء بورسترويكا في المفاهيم. حملت إفادات المهدي إجابات جديدة ومعلومات تقال لأول مرة. معاً لتفاصيل الحوار في حلقته الأولى.

•   بداية الناس كانوا ينتظرون أن تعلن عن مبادرة مختلفة عن الواقع وأنت سجلت تحفظ على المبادرة الإثيوبية وقلت إنها ليست مؤثرة رغم موافقة قوى التغيير كلها عليها؟

كلام غير صحيح، أنا تحدثت عن تأثير المبادرة الإثيوبية في اجتماع سياسي وهناك من ذهب وقال أنا صرحت بذلك، وهذا غير صحيح، وإذا تابعت مؤتمري الصحفي قبل يومين، أنا قلت إننا في قوى الحرية والتغيير قررنا قبول المبادرة الإثيوبية.
• ألم تقل إن المبادرات الوطنية هي الأفضل؟
أنا قلت هناك مبادرات وطنية، وقلت إن المبادرة الإثيوبية تطورت وصارت إثيوبية إفريقية ونحن قبلناها كحرية وتغيير وكذلك حزب الأمة، وقلت نحن نقبل المبادرات الوطنية ونعتقد أن المبادرات الوطنية ستكون سدا للثغرات الموجودة المبادرة.
• تعدد المبادرات قد يؤزم ما هو متأزم في الأساس؟
لا.. أولاً المبادرة الإثيوبية طورت نفسها، وصارت الإثيوبية الإفريقية وقبلنا هذا، وأنا أعلنت ذلك.
• كثير من الاتهامات تقول إن الصادق حتى وحينما يدخل في تحالفات يظل يحتفظ بمواقف جدلية خارج أطر التحالفات القائمة، مثلا منذ بدايات الاحتجاجات قبل أن تتحول إلى ثورة كان الصادق يقلل منها وجاء حديث (البوخة) وغير ذلك من أحاديث. ظن عدد كبير من الناس أن هذه محاولات تبخيسية للثورة في بداياتها؟
من اللازم أن أرد على هذا الكلام. أولاً، أنا حينما تحدثت عن البوخة لم أكن أقصد الثورة، بل تحدثت عن موقف حزب الأمة، فهو مؤيد لهذا العمل، لأنه ظل يقوم بمثل هذا العمل منذ الثلاثين من يونيو. ولذلك موقفنا ليس موقف (بوخة المرقة) نحن مع هذا العمل منذ البداية. اتخذ بعض المغرضين هذا الحديث وقالوا إني صرحت بأن هذه الثورة (بوخة مرقة). وأنا لم أقل ذلك، نحن وقفنا مع الحراك ودعمناه بصورة قوية جداً.
• حتى عندما كانت تخرج بيانات عن تحديد للمسيرات كانت تخرج بيانات تنفي البيان الأول؟
هذا ليس صحيحاً، مثلا في يوم الخامس من أبريل وفي خطبة الجمعة قلت إن الخروج غداً فرض عين وطني وهذه خطبة موجودة وموثقة.
• هناك من يعتقد أن انضمامك للتحركات عندما تصل لمراحلها الأخيرة؟
قلت لك.. ذلك يوم الخامس من أبريل، وهذا حديث غير صحيح.. الأمر الثاني نحن تحدثنا مع المهنيين، لنقل الحديث من مهني نقابي إلى سياسي، ونحن ظللنا على طول الخط نقف موقف مواجهة مع نظام الإنقاذ منذ البداية.
• هذا اختلاف أنت تحدثت عن عدم تسييس النقابات والآن تتحدث لكيان المهنيين لنقل العمل النقابي للسياسي؟
هذا ظرف استثنائي، ولكن بعد ذلك النقابات يجب أن تتخذ الموقف النقابي.
• يمكن أن يكون هناك ظرف استثنائي يعيدها؟
أنا أتحدث عن المستقبل الديمقراطي الذي يجب أن تكون فيه للنقابات دورها النقابي.. أنت تتحدث عن الصادق وهذا غير صحيح، أنت تتحدث عن حزب الأمة وأنا لم أتخذ قرارا فرديا واحدا في حزب الأمة وكل هذه القرارات مؤسسية.
• أنت رئيس للحزب؟
لا معليش.. حزب الأمة القومي هل حدث فعلاً اختلف مع بعضه.. حلفاؤنا التجمع الوطني الديمقراطي وكنا مشاركين في تكوينه، أين حدث الخلاف حدث عندما كان الذين معنا مستعدين لتفويض الحركة الشعبية أن تنفرد هي بالحوار، ونحن قلنا لا، الحوار يجب أن يكون حول وفد الحركة الشعبية وأن يضم ممثلين للتجمع الوطني الديمقراطي أو نقول للحركة الشعبية، أن لا توقع على اتفاق إلا بعد أن تعود لنا ورفضوا ذلك، ووقع خلاف –هذا قبل جيبوتي- وهذا سبب الخلاف.
• أنا لا أود التوقف عند الخلافات التاريخية القديمة.. أريد التحدث عن الراهن الآن.. لديك موقف آخر عقب الإعلان عن تقديم وثيقة دستورية لقوى الحرية.. اتخذتم مواقف معادية؟
الوثيقة الدستورية أتفق من قدمها على أنها خطأ، لأنها كانت معيبة وأعطت فرصة للمجلس العسكري أن يشنع بها، وهم أنفسهم اعترفوا واسألوا ساطع الحاج الذي قدمها وقد اعترفوا بأنها خاطئة ولم تتم مشاورتنا فيها، أناس لم يشاورونا على وثيقة خاطئة هل تريد منا بأي حال أن نمضي بها، والوثيقة الدستورية.
• حتى بالأمس قوى التغيير تتحدث عن مسيرة مليونية وأنت في مؤتمر صحفي طالبت بإيقاف التصعيد؟
المليونية التي اقترحوها هذه لم تتم مشاورتنا فيها.
• وهل هناك قرارات تتخذ دون الرجوع إليكم؟
هذه هي المشكلة.
• لكن لديك ممثل هناك؟
هذه النقطة الخاطئة، نحن قلنا إن هذه القرارات ينبغي أن يتخذها مجلس قيادي، وبالفعل يوم الرابع والعشرين الماضي اتفقنا في دار الأمة على قيام هذا المجلس، وقلنا إن كل هذه القرارات القيادية يجب أن تتخذ من المجلس القيادي، أنا قلت وأكرر، لا تصعيد قبل الوصول لحق، ولذلك قلت في الثلاثين من يونيو (اليوم) إذا كان هناك تظاهر للتعبير عن الذكرى السيئة لانقلاب لا مانع ولكن ليس في إطار التصعيد.
• الناس يدعون للبكاء على الحاضر وأنت تدعوهم للبكاء على تجربة سابقة؟
لا لا.. أنتم لا تتابعون كلام الناس، أنا قلت نخرج كتابا أسود للتجربة، وهذا مهم جداً ودرس من هذه التجربة، وقلت كل نوع من التعبير عن الرفض لهذه التجربة صحيح، ولكن التصعيد من الطرفين خطأ، ألا نقدم على تصعيد قبل أن يكون هناك رفض للمطالب الوطنية الحالية، وقلت كذلك إن المجلس العسكري يجب ألا يصعد من جانب واحد.
• لكنكم لا تلتزمون بالقرارات التي تصدر منهم وقبل ذلك تمت الدعوة للعصيان المدني الشامل وخرج بيان من الغرفة الخاصة بالقطاع الصحي للأمة القومي بأنهم ضد موقف الحزب؟
طبعاً نحن لسنا نظاما أوتقراطيا، من الممكن أن يكون هناك متفلتون، ولكن ما حدث هو قولنا إنه لا تصعيد إلا مقابل موقف، أما تصعيد كتعبير عن استعراض عضلات فـ “لا”. وقلنا يومي الثلاثاء والاربعاء إن ذلك التصعيد لم يكن موفقاً لأنه أتى كردة فعل، ولذلك نريد أن يكون لنا مجلس قيادي، وإن أي قرار قيادي يجب أن يتخذ من قبل المجلس، وكانت هناك مناورات ضد تكوين المجلس القيادي الذي اتفق على تكوينه الاثنين الماضي.
أما التصعيد الآخر وهو الإضراب والعصيان المفتوح رفضناه والذين اتخذوه أنفسهم التقيتهم، وقلت لهم هذا (غلط) ووافقوا وألغوه.. ونحن لدينا مؤسسات تدرس الموقف ولا تتخذ قرارات عفوية، والحقيقة في هذا الموضوع أن هناك أناسا قرروا أن يكون الثلاثون من يونيو تصعيديا، وأكرر أي نوع من التعبير عن السخط لتجربة الانقلاب مقبول.
• هؤلاء محتجون على الحاضر و30 يونيو أصبحت من الماضي؟
لا.. الاحتجاج على الحاضر يجب أن يكون مسنودا بالواقع ونحن قلنا ومازلنا نقول فيما يتعلق بفض الاعتصام بالقوة خطأ، ويتحمل المجلس المسؤولية وينبغي أن يكون هناك تحقيق وإن لم تكن هناك إمكانية لتحقيق دولي قلنا يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل وبينا كيفية ذلك، ولم نقله ككلام عام وقلنا أيضا في هذا المجال يجب اتخاذ إجراءات، وكل الذين يثبت أنهم متورطون في المسألة يجب أن يُسألوا ويُحاسبوا، وهذا هو موقفنا وقلنا مطلوب الآن انتظار ما يمكن أن يسفر عنه التوسط الدولي والوطني.
• بلا سقف زمني؟
لا نحن قلنا بأسرع فرصة ممكنة، (لماذا؟) لأنه لا يمكن أن تقول في 72 ساعة أو غيرها.
• ثمة من يرى أن هناك تأخيرا كثيرا؟
هناك تأخير ولكن أصبحت له أسباب.
• الناس يفهمون أنك متعاطف مع المجلس العسكري؟
أنا متعاطف مع الحق، وصدقت المجلس العسكري في أشياء ولّت، واعترفت بالخطأ من جانبنا لأننا ناس (حقانيين) (مش ناس هوا)، وقلت بوضوح تام ما هي الأخطاء التي ارتكبناها في الحرية والتغيير، وما هي أخطاء المجلس وقلت إن المجلس يتحمل مسؤولية الثالث من يونيو، وأنا لا أعترف بالتحقيق الذي أجروه، وقلت بضرورة التحقيق المستقل، وقلت نرفض أن يكون المجلس العسكري حكومة من جانب واحد، فإذا كنت ترى ذلك تعاطفا مع المجلس العسكري لك ما تشاء.
• في المؤتمر الصحفي وردت إشارة بعدم ممانعتك من استمرار العسكري في الفترة الانتقالية؟
لم أقل ذلك أنتم تاتون بكلام من الهواء.. أنا قلت إن المجلس العسكري سيكون ضمن الوثيقة الدستورية التي سنتفق عليها، و(كيف يعني يستمر المجلس؟).
• أنا اطلعت على الصحف ووجدت إشارة؟
الحديث مكتوب ومنصوص وموزع.. دور المجلس العسكري في الفترة الانتقالية تحكمه الوثيقة الدستورية المتفق عليها، وأنا أقول الفترة الانتقالية أصلا لن يكون فيها مجلس عسكري هذه الفترة سيكون فيها وثيقة دستورية تحدد السيادة والتشريع والقضاء المستقل.
• لماذا إذن يقال إن هناك اتصالات بينك شخصياً مع المجلس؟
غير صحيح هناك في قوى التغيير الذين يلتقون بالمجلس العسكري أكثر منا، المجلس العسكري متصل بكل الجهات.
• هناك حديث عن تدخل إماراتي وأن حزب الأمة تمت استمالته عن طريق هذا التدخل؟
أنا أقول ليس هذا صحيحاً، الإمارات حتى الآن صحيح لديهم دورهم، وأقول كلام واضح بالنسبة للعلاقات الخارجية نحن دعونا لمؤتمر قومي للشؤون الخارجية حتى نتفق على منع الاستقطابات القادمة من الخارج ولكن قلت الآتي: إن هناك ثلاث مصالحات (لازم) نتبناها وهي مصالحة سنية شيعية ومصالحة لإنهاء حرب اليمين ومصالحة بين دول الخليج وأن هذا الخصام في هذه المجالات الثلاثة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.