إليكم … الطاهر ساتي

و شكراً..!!

شارك الخبر

:: كان بالإمكان أفضل مما كان، وما كان لا يستحق كل ذاك الموت والجُرح، أو هكذا لسان حال الشارع أمام تفاصيل اتفاقية المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.. ومع ذلك، الحمد لله على كل حال، لم ينتصر المجلس العسكري ولا قوى الحرية والتغيير، ولكن انتصرت الثورة – بسلميتها – في إحدى مراحلها، وانتقلت بالبلاد – بذات السلمية – إلى مرحلة أخرى.. فالحكومة الانتقالية مرحلة (مهمة) وليست (أخيرة).. وهي المرحلة الآمنة، والتي منها تنطلق ثورة التغيير و البناء والتعمير..!!
:: وشكراً للثوار والجنود وهم ينتقلون بالبلاد إلى (بر الأمان).. فالشاهد، لولا يقظة السادة بالمؤسسات العسكرية ونضج الشباب ويقظة قيادتهم – تجمع المهنيين السودانيين – لما وصل قطار الثورة إلى هذه المرحلة الآمنة.. شكرا لهم، وكلهم (أيقونة الثورة)، وكل شاب في بلادنا يستحق نصبا تذكاريا يُجسد معاني البطولة والفداء والوعي.. ما خاب رجاء الشعب فيهم، وما خسر الوطن عندما راهن عليهم ..!!
:: استشهدوا، أصيبوا، اُعتقلوا، جاعوا، عطشوا، استنشقوا الغاز المُسيل للدموع وسهروا على المتاريس.. و.. تحدوا كل المخاطر وغامروا بأغلى ما يملكون، لينقذوا وطنهم وشعبهم من وحل الشمولية والحرب والظلم إلى رحاب الحرية والسلام والعدالة، فلهم من شعبهم كل الحب والتقدير.. ومنذ ديسبمبر العام الفائت، وحتى ليلة الفرح، كان – وما زال – أهم هتافات الشباب في شوارع البلاد وساحاتها وبيوتها: حرية وسلام وعدالة، والثورة خيار الشعب..!!
:: لقد تشبّع الشعب في عهد المخلوع بالموت والهجرة والنزوح واللجوء وذُل السؤال في موائد المنح والقروض (ليعطوه أو يمنعوه)، وكذلك تشبع البلد بكل رذائل النظام المخلوع لحد تمزق المليون ميل مربع إلى (دولتين فاشلتين).. فالحمد لله على جلاء (بعض البلاء)، وهنيئاً لأم وأب الشهيد بحصاد زرع شهيدهما، وهنيئاً لرفيق الشهيد بأن دم شهيده (ما راح).. ولكن لن تسقط حكومة البطش والفساد ما لم نرفض نهج (عفا الله عما سلف)، وذلك بأن يُساق كل قاتل وفاسد إلى قاعات العدالة ..!!
:: ولن تسقط حكومة الذل والبطش ما لم يتواصل وعي الشباب في حماية أهداف الثورة بذات الروح الفدائية وبذات السلمية الصاخبة، وما لم يشعر الشعب بكل أهداف الثورة في واقع الحياة، ويرى كل شعارات الثورة مشاريعاً تمشي على سيقان العدل والحرية والسلام.. والسادة بالمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وهم يجتهدون في تشكيل الحكومة الانتقالية، عليهم بالعمل المخلص والدؤوب لتصبح أهداف الثورة واقعاً في حياة الشعب..!!
:: والوقوف في محطة الثورية طويلاً لن يكون مجدياً لبلاد عانت من فساد المفسدين وفشل الفاشلين لحد العجز عن توفير وقود الشهر وقوت العام إلا بذل المنح والقروض.. وكما ذكرت في ذات زاوية، ليتهم يتعظون من تجربة حكومة الديمقراطية الثالثة، وذلك بالانتقال – عاجلاً – من محطة الثورية إلى حيث دولة الدستور والقانون والمؤسسات.. وبدلا عن إهدار الوقت والطاقة في لعن (ظلام الإنقاذ)، يجب إيقاد شموع الحرية والسلام والعدالة.. وأعلموا بأن رحلة الثورة لن تبلغ منتهاها إلا بالإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج.. !!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.