إليكم … الطاهر ساتي

الوبائيات ..!!

شارك الخبر

:: بالتزامن مع مفاوضات توزيع المناصب – بالعاصمة الإثيوبية – بين مكونات قوى الحرية والتغيير، هاهي بعض مناطق السودان المسماة بالمهمشة تتقاسم فيما بينها وبائات فصل الخريف.. وعلى سبيل المثال، بعد أسابيع من (الدسدسة والغتغيت)، أقر وكيل وزارة الصحة الاتحادية د.سليمان عبد الجبار بظهور مرض حمي الشيكونغونيا – مرة أخرى – ببعض مناطق البحر الأحمر، ثم أشار إلى انتشار حالات اشتباه بالحمى النزفية بوحدة بمنطقة نهر عطبرة … و.. ما خفي أخطر ..!!
:: ( لا جديد).. أي في موسم العام الفائت أيضاً، عندما كانت الشيكونغونيا تجتاح كسلا لحد إصابة الحياة هناك بالشلل، كانت جهة ما بالخرطوم تجتهد في صرف عقول و أنظار الناس عن هذا الوباء، وتشغلها بوسيلة إلهاء سالبة وفاعلة مسماة بقضية (وئام شوقي).. نعم، يومها وجدت خطب المساجد ضالتها في (وئام شوقي)، وبها نجحت في أن تشغل المصلين عما حدث في كسلا، أي كما تشغلنا اليوم مفاوضات توزيع الكراسي – بأديس أبابا – عن أوجاع الأهل بجبيت وسيدون وغيرها من المناطق التي تتألم وحدها ..!!
:: وعلى كل، لحين انتهاء السادة من توزيع المناصب فيما بينهم بإثيوبيا، ثم العودة إلى الخرطوم للتفاوض مع العسكر على الوثيقة الدستورية، ثم التفاوض فيما بينهم لترشيح رئيس وأعضاء مجلس الوزراء، لحين انتهاء هذا المسلسل المكسيكي فعلى الأهل بتلك المناطق الموبوءة و المجاورة وغيرها التحلي بالصبر واليقظة، لأن عدم إحساس من نلقبهم بالمسؤولين بمخاطر الشيكونغونيا والنزفية قد يتسبب في توسيع دائرتها، ليبكوا ويتباكوا بعد (خراب مالطا).. !!
:: هذه الأمراض في بداياتها، وكذلك أمطار الخريف، وما لم تتأهب المحليات بأخذ الحيطة والحذر – عاجلاً – فإن انتقال الشيكونغونيا والنزفية وانتشارها ليس بحاجة لـ( فيزا).. وفي الخاطر، في خريف العام الفائت، عندما ظهرت بعض الحالات بالمحليات الطرفية، نفى وزير الصحة السابق وجود البعوض الناقل للشيكونغونيا بالخرطوم، واصفاً هذا البعوض بالضعف، بحيث لا يقوى على الطيران إلا في حدود (400 متر)، وهذا يعني أن بعوض كسلا لن يصل الخرطوم إلا (ميتاً)، أو هكذا تم تخدير الرأي العام ..!!
:: ولم يكن في تخديرهم عجباً، فالتخدير كان نهجا حاكماً.. ولكن اليوم، قد لا يصل بعوض جبيت وغيرها من المناطق الموبوءة إلى الخرطوم لبعد المسافة، ولكن هل صحة البيئة بالخرطوم بحاجة إلى ناقل لتلك الحميات وغيرها بحيث يُصاب أهل الخرطوم بالحميات؟.. للأسف (لا)، فالبيئة الصحية المتردية التي حضنت الناقل بسيدون وجبيت لحد التوالد ونقل حمى الشيكونغونيا هي ذات البيئة الصحية المتردية بالخرطوم وكل ولايات السودان، فانتبهوا قبل أن تمرضوا وتموتوا ..!!
:: وكما قلت في زاوية الأمس، ليس بالبحر الأحمر ونهر النيل فقط، بل في كل السودان، كما تفشل المحليات في درء آثار أمطار الخريف بالعجز عن التحسب لها، فإنها تفشل أيضاً في وقاية المواطنين من النزفية و الكنكشة و غيرها من أمراض الخريف.. وقاية الإنسان من الحميات والإسهالات ليست بحاجة إلى طائرات إيرباص أو تكنولوجيا الرادار، وليست بحاجة إلى سُفن حربية ومفاعل نووي، بل كل المطلوب مبيدات وطلمبات رش وأيدٍ عاملة وإرادة مسؤولة .. والأخيرة هي الغائبة ..!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.