حاطب ليل || د.عبداللطيف البوني

(عادي جدا)

شارك الخبر

(1)
(إن كانت جداول التصعيد في مواجهة الآخر فإن جداول الحكم ستكون في مواجهة الذات بذا يكون الجهاد الأصغر قد انتهى بالنسبة لقحت وبدا الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس. فإن كانت قحت متفقة على المبادئ والبرامج والإجراءات فالآن جاء دور اختيار الأشخاص وهي عملية قد يظنها البعض سهلة ولكنها سوف تكون في غاية الصعوبة لأنه على الأشخاص سوف يتوقف مصير الفترة الانتقالية. حكاية أن الأحزاب المكونة لقحت من أمة واتحادي ومؤتمر سوداني وشيوعي أعلنت زهدها في تولي مناصب في الفترة الانتقالية لا يعني أنها سوف تتفرج على اختيار الشخوص الذين سوف يديرون هذة المرحلة بل سيكونون متحكمين فيهم عن طريق الفيتو الذي يملكونه بمعنى سيكون تدخلهم سلبيا مما يصعب المهمة وغدا سوف نسمع بترشيح فلان وقد اعترض عليه الحزب الفلاني ثم دون شك أن لكل الأحزاب كوادر غير ظاهرة أو أصدقاء غير معلنين سوف (تلزهم) نحو تلك المناصب، فالمؤكد أن معركة داخلية حامية الوطيس سوف تدور داخل قحت عنوانها (من رشح من؟).
(2)
الفقرة أعلاه كتبناها هنا بالنص (بضبانتها) يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2019, عليه الشد والجذب الذي جرى في اليومين الماضيين حول عضوية مجلس السيادة يمكن اعتباره عاديا في تحالف كبير يضم أطيافا سياسية متباينة. فعملية اختيار الشخوص لملء المناصب الحكومية تشوبها دوما التجاذبات والتنازع والصراع حتى ولو كانت حكومة حزب واحد ناهيك عن أحزاب متعددة لأنه في اختيار الشخوص لا يمكن استبعاد التطلعات الذاتية فحظوظ النفس لا يمكن تجاهلها في مجتمع بشري لا سيما وأن المناصب الدستورية لا تقوم على قواعد موضوعية كالاختيار للوظيفة العامة فالوظيفة الدستورية تقوم على معايير متحركة على حسب القائمين على الأمر ومتطلبات المرحلة.
(3)
ورغم كل الذي تقدم فقد راعني في ملابسات الاختيار مشهد الحشود الشعبية التي ظهرت وهي تتطالب بابعاد البعض فعملية اختيار الأشخاص لا يمكن أن تكون أمرا شعبيا إنما أمر قيادة فالشخص المرشح يخضع لعملية جرح وتعديل قاسية حيث (تفلفل) سيرته فلفلة وفيها ما يجب عدم إعلانه. لا ننادي هنا بتغيب الجماهير ولكن يمكن للجمهور إيصال رأيه بغير الاحتشادات فالوسائط الحديثة وفرت أنجع السبل. للجمهور سطوته وكلمته ولكن السبيل لذلك هو الانتخابات أما الاحتشادات فلا تخلو من الصناعة وعلى جماهير الثورة أن تثق في قيادتها في (الحتة دي). سمعنا اليوم الثلاثاء (ساعة كتابة هذا المقال) أن قيادات قحت قد اتفقت على خماسي مجلس السيادة وكل الذي نتمناه أن يمضي اختيار الوزراء بسلام هو لأنه مجلس الوزراء هو الحكومة وهو الأهم وهو (سيد الجلد والراس) فـ(التقيل ورا) أما المجلس التشريعي فـ(دا كلامه تاني).

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.