عمر حاتم

مواقع التواصل.. صفحات نموذجية

شارك الخبر

بعيداً عن السياسة وأحزابها التي تُصارع فقط من أجل ذاتها، بل تمطي وتستقل الظروف الاقتصادية وضنك العيش لترسم في مخيلة المُتأثرين من تلك الظروف أن القادم أجمل عبرهم!
تناولت في عدة مقالات، الأثر الإيجابي والسلبي لمَواقع التّواصُل الاجتماعي التي تَمثلت في العقد الأخير، إيجابياتها في التّواصُل الحسن مع الأهل والأصدقاء ومعرفة أخبارهم وما بهم وما عليهم، وسلبياتها في نشر الفتن والشائعات التي لم يسلم منها الكثير، لا سيما رموز المُجتمع في مُختلف القطاعات.
المُتتبِّع لصفحات التّواصُل الاجتماعي يجد منها العامة والمُتخصِّصة في مجالٍ بعينه سواء كان علمياً أدبياً أو اجتماعياً وغيرها من المجالات المُختلفة.
أما العامة منها تُناقش كل ما يدور بالساحة على الصعيد العالمي أو الإقليمي أو الوطني وخَاصّةً بعد اندلاع الثورة وتبعاتها.
هُنالك بعض السلوكيات التي نُلاحظها كَثيراً في صفحات التّواصُل الاجتماعي، حيث بعض مُديري الصفحات وغيرهم هَمّهم الأول والأخير تَجريح الخَصم وإشَـانَـة سُمعته، وذلك من خلال الأخبار الكاذبة والصور المُزوّرة (ربما تكون مُدبلجة باستخدام برامج الحاسوب الفتوشوب) لمُحاولة إثبات إن سين من الناس غير موثوق به!
ومن السلوكيات أيضاً، استخدام ألفاظ بذيئة لا تشبه أخلاق المُواطن السوداني المأخوذة من الدين الإسلامي.. كل هذه العبارات تُكتب وتُشاهد من قِبل رُوّاد التّواصُل الاجتماعي دون أيِّ استحياءٍ تلفظ بها (ماذا ألم بك يا سُودان؟!)…
بالمُقابل، تُوجد صَفحات خَاصّة بأفرادٍ أو ربما مجموعات، مُفيدة جداً تُقدِّم خدمات جليلة للشعب الكريم ونجزم أن المُتابع لتلك الصفحات يستفيد منها.
وعلى الصعيد الشخصي، استفدت كثيراً من مواقع التّواصُل الاجتماعي بصفةٍ عامةٍ ومن بعض الصفحات عَلى وَجه الخُصُوص.
من الصفحات التي يراها الكاتب مُفيدةً، بل قدّمت للشعب السوداني الكثير من المعلومات في الآونة الأخيرة، الصفحة الشخصية للأخ الصديق عوض إبراهيم ارصاد ذلك الفتى الذي تعرّفت عليه عبر “فيسبوك”، والذي يُرحِّب بالجميع دُون استثناءٍ، بصدرٍ رحبٍ، فعبر صفحته هذه يُشارك الجميع المعلومات والنقاشات العامّة.. إلا أنّ ما يليني في صفحته بهذه المساحة، جانب الأحوال الجوية والتنبؤات بالطقس اليومي، هذا الموضوع الذي يشغل كثيراً منا وخُصُوصاً فصل الخريف.. فتنبؤات الخريف عَلَى وَجه التّحديد مُهمّة جداً للمُزارعين في مناطق الزراعة التي تعتمد على الأمطار (الزراعة المطرية).. كذلك وفي الجانب الآخر يخشاه البعض مِمّن تترتّب عليهم الإضرار عند هُطُول الأمطار بسبب مشاكل البيئة؟!
الأخ عوض (عوض ارصاد) ينشر على صفحته التوقُّعات أو التنبؤات الجوية لكل الفُصُول، كما يقدم أرشيفاً لسنوات ماضية ويُقارنها مع بعضها البعض.. وأجمل ما في توقُّعاته أنه يختتمها بـ”الله أعلم” ولا يجزم بما صرّح به من توقُّعات حتى يتفادى التّشبُّه من يدعي علم الغيب، والعياذ بالله.. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للأخ عوض وأن يَزيده من عِلمه ويَجعل ذلك في ميزان حسناته.
في الختام أقول لك يا عوض (إن شاء الله يَوم شُكرك ما يجي) وسَدّدَ الله خُطاكم وحفظكم.
عبر هذه المساحة المُتواضعة نَرجو من جَميع صفحات التّواصُل الاجتماعية ومُرتاديها ونخص بذلك مُديري الصفحات العامة والمُتخصِّصة أن يقدِّموا ما فيه خير للبلاد والعباد، وأن لا تكون صفحات التّواصُل منبراً للتّراشُق الذي لا يُليق بنا ولا يُقدِّم شيئاً مُفيداً للمُجتمع، بل يعكس سلبيات على سُلُوكياته وبالأخص الفئات العمرية الحَسّاسَة من الشباب!
خارج النص
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ, وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ
وَخَوَاطِرِي تَبْدُو تُجَاهَ نَوَاظِرِي, كَلْمَى كَدَامِيَةِ السَّحَابِ إزَائِي

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.