الشربكا يحلها || أحمد دندش

شكراً ندى القلعة!

شارك الخبر

قد نختلف في الرؤية العامة للمشروع الفني للفنانة ندى القلعة، لكننا سنتفق وبكل تأكيد على ارتفاع (الحس الإنساني) لديها أكثر من اية فنانة أخرى، ودونكم العديد من الملامح والمشاهد التي أكدت أن القلعة فنانة تضج بالإنسانية والوعي المجتمعي، وآخر تلك المشاهد كان زيارتها قبل أيام لإحدى (الحبوبات) بمنزلها، وذلك بعد أن ظهرت تلك (الحبوبة) في فيديو وهي تكيل المدح والثناء للقلعة وتكشف عن أمنيتها لمقابلتها ولو لدقائق، وذلك من فرط حبها الشديد لها، لتشاهد القلعة الفيديو وتقوم فورا بجمع المعلومات عن تلك (الحبوبة) وتنجح في التوصل لعنوانها وتسجل لها زيارة مفاجئة بثت البهجة والسرور في دواخل (الحبوبة) وكل أسرتها.
عالمياً، يحرص النجوم (السوبر ستار) على اللقاء بين كل فينة وأخرى بشريحة عشوائية (شعبية) من معجبيهم، وذلك من أجل تجديد دماء الارتباط الوجداني معهم، فشاهدنا نجم هوليوود شاروخان وهو يعمل كـ(نادل) داخل أحد المطاعم ويقدم الوجبات لمعجبيه الذين يصاب بعضهم بذهول أقرب الى الصدمة، كما شاهدنا لاعب كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو وهو يجلس بأحد المطاعم ويلتقط مع عينة عشوائية من معجبيه أكثر من ١٥٠ صورة، وأجزم أن أحد (نجومنا المحليين)، إن جاز أن نطلق عليهم صفة النجومية، ان كان في ذلك الموقف لأعلن عن إصابته بالضجر ولغادر المكان فورا.
ما قامت به القلعة وتقوم به منذ سنوات بالتواصل مع معجبيها (عشوائيا)، هو سلوك صحي للغاية، يضمن لشخصيتها عدم الإصابة بـ(جرثومة الغرور)، ويجعل نجوميتها تستقر في غرفة معقمة ونظيفة، وأعتقد ان مثل ذلك السلوك (الإنساني) يفترض ان يكون ثابتا عند كل الفنانين ونجوم المجتمع لدينا، فلا نجومية أحدهم تطغى على كريستيانو ولا شهرة إحداهن تفوق سيلينا غوميز.
قلت من قبل، إن القلعة فنانة جماهيرية وتمتلك الكثير من الأدوات التي تميزها عن سائر المطربات، لكنها بالمقابل تفتقد وبشكل كبير لمن يضع نجوميتها في المسار الصحيح، ويبعدها عن كل ما يثير الجدل، ويقربها من كل ما يثير الإعجاب، فالكثير من المحيطين بها خلال السنوات الأخيرة مزيج من (المطبلاتية والأرزقية)، اولئك الذين يهمهم رضاء تلك الفنانة عنهم، أكثر من اهتمامهم باستمرارية نجوميتها وحمايتها من الأفول، واعتقد أن على القلعة الانتباه لهذا الأمر، فلم يعد في عمرها الفني مساحة إضافية لـ(المجاملات).
قبيل الختام:
شكراً ندى القلعة على حفاظك خلال كل السنوات الماضية على إحساسك بـ(الناس) ، وأتمنى أن تسعي في مقبل الأيام للحفاظ على إحساس الناس بـ(فنك)، وذلك بإنتاجك لأغنيات حقيقية وجميلة غير خاضعة لحسابات (السوق) ولا تحمل أية شبهة (مجاملات).
شربكة أخيرة:
الفنان كتلة من (الإحساس الحي) تحيط بها (الضمائر الميتة)!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.