إليكم … الطاهر ساتي

لماذا الرفض ..؟؟

شارك الخبر

:: قبل أن يجف مداد مشروع موازنة العام (2020)، والذي عرضه وزير المالية إبراهيم البدوي – يوم الجمعة – للرأي العام، وقبل أن يحظى هذا المشروع بالتحليل والنقاش، تراجع مجلس الوزراء – يوم السبت – عن سياسة رفع الدعم عن المحروقات، والتي أقرها المجلس وضمنها في الموازنة.. وللأسف، ما تراجع مجلس الوزراء عن رفع الدعم عن المحروقات إلا بعد اجتماع مشترك مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وذلك لحين عقد مؤتمر اقتصادي قبل نهاية مارس ٢٠٢٠م ..!!
:: لقد استجاب مجلس الوزراء لضغط قوى الحرية والتغيير، وكما تعلمون فإن قوى الحرية تحكم بالنهار وتعارض بالليل، ولله في أمرها شؤون ..ومن المحن، كما تفاجأت قوى الحرية والتغيير بالثورة وسقوط نظام البشير، تفاجأت أيضاً بموازنة العام (2020م).. نعم، هي لم تكن تعلم بأن هناك سنة جديدة قادمة، و أن هذه السنة الجديدة – 2020م – بحاجة إلى موازنة مالية جديدة.. قوى الحرية لم تكن تعلم هذه المعلومة الخطيرة، و لو كانت تعلم لعقدت مؤتمرها الاقتصادي قبل قدوم السنة الجديدة بشهرين أو ثلاثة ..!!
:: وغير تحالف قوى الحرية، لم يحدث في تاريخ الكون أن حزباً حاكماً – أو تحالفاً حاكماً – تفاجأ بميعاد الموازنة، ثم سارع إلى عقد مؤتمر اقتصادي خاص بالموازنة بعد ثلاثة أشهر من ميعاد بداية الموازنة.. قد نجد العذر للثوار بأن يكون هتافهم (تسقط بس)، ولا يبالوا بالبديل ثقة في زعماء قوى الحرية والتغيير، ولكن يبدو أن زعماء قوى الحرية والتغيير أيضاً كانوا يعملون على أن (تسقط بس)، بدليل عجزهم عن تسليم حكومتهم برامج ومشاريع المرحلة الانتقالية، بما فيها موازنة العام 2020..!!
:: ولم يحدث في تاريخ الكون أن حزباً أو تحالفاً أربك حكومته – و أصابها بالدوار والاضطراب – كما يفعل تحالف قوى الحرية والتغيير بحكومته.. مٌعيب للغاية أن تظل قوى الحرية صامتة طوال العام، حتى تعد الحكومة موزانة العام 2020م، ثم تعرضها للرأي العام، لتنهض قوى الحرية والتغيير من نومها العميق وترفض الموازنة وتمارس الضغط على الحكومة حتى تتراجع عن أهم ما في الموازنة، وهو رفع الدعم عن المحروقات .. هذا مٌعيب للغاية، ولا يليق بتحالف مسؤول عن مصير بلد وشعب ..!!
:: فالتراجع عن رفع الدعم يعني إلغاء الموازنة، لأن بعض مصروفات الموازنة كانت تتكئ على عوائد رفع الدعم .. كيف يكون التعليم مجاناً، والحكومة تدعم الوقود؟، وكيف يكون العلاج مجاناً والحكومة تدعم القمح؟، وكيف تحدث التنمية والحكومة تدعم الغاز والكهرباء؟، وكيف تنهض البلاد من كبوتها و تغادر ذل القروض والمنح وحكومتها تدعم شعوب دول الجوار بالتهريب؟..عدم ترشيد الدعم وتوظيفه، بحيث يكون دعماً للفقراء وذوي الدخل المحدود فقط ، من الأخطاء الاقتصادية التي ترتكبها قوى الحرية – بحماقة – في حق البلاد وشعبها ..!!
:: وبالمناسبة، لا يرفض زعماء قوى الحرية لحكومة الثورة رفع الدعم إلا لأنهم كانوا يرفضونه لحكومة البشير، أي موقفهم اليوم من رفع الدعم ( نفسي)، أكثر من أن يكون موقفا مهنيا ومؤسسيا .. هم يخشون من سؤال الشارع : ( ليه غيرتو مواقفكم؟)..ولكن هذا خطأ، لقد فات عليهم – وعلى من يسأل – بأن عائد رفع الدعم في حكومة البشير كان سيذهب لدعم الحرب والفساد والتمكين و غيره من الموبقات، ولهذا كان رفض رفع الدعم مشروعاً للجميع، بيد أن عائد رفع الدعم اليوم سوف يذهب لدعم السلام والمدارس والمشافي وغيرها، فلماذا الرفض ..؟؟

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.