رجاء حمزة النيل

استقلال السودان ما بين الواقع الراهن.. والمستقبل الواعد

التحية لك يا وطني ولشعبك الحبيب المبدع وأنت تحتفل بعيد استقلالك المجيد (64) إيذاناً بميلاد السودان (الحر) المستقل ولا خير فينا إن لم نذكر ونحيي هؤلاء (الأبطال) الذين صنعوا هذا الاستقلال وهذه الحرية التي جعلت من (السودان) نورا في جسم قمر يتجلى بأنجم من زهر بهؤلاء الأبطال الأفذاذ الذين صنعوا الفرحة العميقة في نفوس هذا الشعب وجعلوا من ذلك التقويم 1/1/1956م يوما تاريخيا في حياة السودان وأهله نحتفي به على مدى تعاقب الأرقام والأجيال تحية تكبير وإجلال وتقدير لهؤلاء الأبطال عبد اللطيف وصحبه الكرام..خاضوا اللهيب وشتتوا (كتل الغزاة الباغية) ونفوسهم تفيض حماساً كالبحار الزاخرة من أجل أن نرتاد المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون رجال حول وطنهم- كانت نظرتهم بعيدة المدى وعميقة لأجل أن ينعم هذا الوطن الحبيب وأجياله (بهذا اليوم) الزاهي وهذه الحرية والتحية لهذا الشعب السوداني المتفرد الرائع على امتداد تعاقب أجياله حتى يومنا هذا-هذا الشعب المعلم الذي علّم الشعوب معنى أن تعيش وتنتصر والذي أدهش العالم في صبره وجسارته وعزته ووعيه ولم ولن تخيفه يوماً عصا من يريد أن يتطاول ويستبد عليه. وعلى سيادته..حتى ولو حُصرنا نظل كالنخلة شامخين وهذا سر عداء أمريكا لنا وحليفاتها من الغرب والشرق ومجلس أمنها “المسيس” الذي ظل يخرج القرارات (الجزاف) الواحد تلو الآخر..ضد السودان ولم يسبق أن فعلها مع أي دولة غيرنا!!وكلها تنطلق من منصات الكيد والمؤامرة لكسر شموخ وعزيمة هذا الشعب الاسطورة وفرضوا علينا حصاراً خانقاً منذ عام 97م حدّ الموت وهو أبشع أنواع الابتزاز الإنساني ودعموا حركات التمرد دعم لوجستي لتحقيق مآربهم ومازلنا نجتر مررات تبعات هذا الحصار الموجع حتى يومنا هذا.
ولأنهم مبهورون بهذا الشعب وجيشه العظيم منذ الحرب العالمية الأولى..حيث حققت قوة دفاع السودان نصراً ساحقاً في تلك الحرب وكان مهرها هذا الاستقلال العظيم للسودان!! وأيضاً كل القوات انكسرت في الحروب في إفريقيا إلا القوات المسلحة السودانية لم تنكسر ولن تنكسر بإذن الله وظل هذا الشموخ وهذا الإباء على هذا النسق وفي سياق متصل حتى يومنا هذا..ورغم هذا الحصار الطويل من قبل أمريكا لم ننكسر ولن تهدأ عزيمتنا وصبرنا ولن ولم ترهبنا يوماً عصاتها التي تتفنن في تعذيبنا بها “عذبني وتفنن في عذابك” ولن تغرينا جزرتها التي تلوّح لنا بها من وقت لآخر!!بالدعم تارة؟ ورفع السودان من قائمة الأرهاب تارة وغيرها من الوعود الوهمية والسراب.. كما حدث في كثير من المواقف وأجلها وتجلياتها في “نيفاشا”.
ولكن للأسف السودان منذ ان نال استقلاله وفي ظل كل الحكومات التي تعاقبت عليه حتى يومنا وحكومتنا الآن- ظل يعاني مشكلة “الإدارة الإحترافية” وبالتالي ظل يتقوقع ويتمحور حول دائرة ضيقه جداً ولم يتقدم..ولم يحظ عبر التاريخ ببرنامج وطني اقتصادي بحت لاستغلال مواردنا- برغم تمدد المساحات الواسعة جداً “الزراعية” والمياه العذبة الكثيرة والتي تفيض حتى تتدفق للآخرين..والموارد الكثيرة التي يزخر بها السودان- والسودان يمكن أن ينطلق ويكون في مقدمة الدول المتقدمة وعلى قائمة الأرقام الاقتصادية العالية الأولى ولقد سمانا الغرب وليس نحن “السودان سلة غذاء العالم” ولم تأت هذه التسمية من فراغ إنما نتيجة معطيات اقتصادية مدروسة وعميقة.
*فالسودان يعتبر صاحب منتوجات سيادية وريادية – فهو يعتبر الأول في أنتاج الصمغ العربى”إنتاجه لا تصديره”
*ويعتبر الثاني عالميا في انتاج الذهب بعد (جنوب افريقيا)
*والأول في انتاج الحبوب الزيتية في افريقيا
*وعندنا ثروة حيوانية ضخمة لا مثيل لها في العالم.
ورغم كل هذه المعطيات الاقتصادية الفخيمة النوعية ما زال انسان السودان يعاني الفقر حتى في الحصول على خبز يومه وحتى آخر ميزانية لهذا العام”2020م” جاءت صادمة ومحبطة للشعب السوداني وهشة بلا أرضية وحتى ما حوته من منح للشعب جاءت مُعممة ومُجهولة بلا تفاصيل!! وكأنها مجرد مناورة إعلامية- ولم تكن الميزانية بقدر تطلعات واشواق الشعب السوداني وثورته العظيمة التي فجرها.
والحلول ..
أولاً- البدائل والثروة موجودة والخبراء موجودون ما علينا إلا أن نغلق على أنفسنا”الباب” ونعقد العزيمة القوية ونستثمر مواردنا وثرواتنا هذه ولو ركزنا على “الزراعة” فقط سنجعل من السودان في مقدمة الدول الاقتصادية وتجعل أهله في رغد من العيش والتقدم.وخاصة زراعة القمح لأنها تعتبر سلعة استراتيجية في البلد ولها من الأهمية بمكان.
ثانياً- نعطي القطاع الوطني حق الاستثمار ونركز عليهم.
ثالثاً- الحكومة يفترض أن تضع يدها وتقف بنفسها على الأنتاج وإدارة الصادر خاصة السلع ذات الثقل (الذهب، والصمغ العربي، والثروة الحيوانية) .
رابعاً- لا نستورد أي سلعة كمالية أو هامشية حتى نقلل من ارتفاع الدولار.
*يفترض أن تضع وزارة التجارة الأسعار وهامش الربح وتكون هناك ديباجة على كل سلعة.. وهذا تجده في كل دول العالم حتى على الفواكه.”ونضبط ذلك ونفعله بالقانون”.
والسودان موارده إن احسنا استغلالاها تكفينا ولا نحتاج لأحد..حتى وإن ظلت تهددنا الأقطاب من كل البلاد وفي أعلى مستوياتها “امريكا” ولو هددتنا بفزاعة الإرهاب أو الحصار.. صدقوني هي محلولة متى ما عكفنا على مواردنا وتفعيلها وانتاجها واعتمدنا على أنفسنا وثروتنا الكبيرة..لن نتأثر ويأثر فينا شيء.. فهذه هي السيولة الحقيقية التي بأيدينا والتي يجب أن نوظفها – بدل الهرولة والطلعات الخارجية للتسول عند الغرب وامريكا للدعم!! نتخلى عن هذه العقلية الاتكالية العقيمة التي برمجنا عقولنا عليها…حتى اضحت مستسلمة ومسلمة كأنه لا تقدم وعلو وأمن إلا أن يمر عبر بوابة الغرب!! وهم الذين بنوا مجدهم على مرجعية حضارة العرب والمسلمين.
هذه الخطة أعلاها وبتفاصيلها ليست برنامجا إسعافيا أو خطة لحكومة مؤقتة”انتقالية” بل هي رسم كروكي ورقي لخارطة طريق لمسارات مستقبلية اقتصادية عميقة متجزرة لنفعلها ونقننها مع الخبراء..لحصاد ثروة ضخمة وبالتالي سيولة دائمة وبالتالي تقدم وعلو ومنافسة.. وبذلك نكون حققنا استقلالنا الحقيقي ورفعنا علم السياده والريادة..ونستحق أن نحتفل به حقيقةً وليس مجرد شعارات ترفع وتردد كل عام وهي مفرغة من محتواها وظللنا نتمحور في ذات المربع الصفري ولم نحدث أي أختراق أو خارقة!!.
هذه مجموعة مسارات علها تكون بمثابة حجر كبير نلقي به في بركة الاقتصاد الساكنة عسى ولعل تحرك المياه الراكدة فتتدفق شلالات عافية على كل الاتجاه الأساسية الإنسانية علم وصحة ومعاش – والاقتصاد يمثل العنصر المفصلي والحيوي والحلقة الأقوى في هذه المنظومة الإنسانية “المال هو عصب الحياة” والإنسان السوداني يمثل أكبر معدن نفيس داعم لاقتصاده.
ولنبدأ من الآن نوقد الشمعة “الاستثمارية” الوطنية بدل أن نظل نلعن الظلام وكلما جاءت أمة لعنت أختها..فهذه هي السيولة الحقيقية التي نملكها- نستغلها جيداً- حتى نضيء كل هذا النفق المظلم..والماشي في الطريق أكيد واصل مهما طال السفر..وروعة الإنسان فيما يمنحه للآخرين لا فيما يملكه والسودان به موارد تكفينا وتمنحنا الحياة الرغدة وتسدد لنا ديوننا وعجزنا.. ولا تحوجنا لأي أحد!! ونمنح الآخرين كمان جيرانا وأحبابنا العرب والأفارقة ويكفينا هؤلاء وأهلنا قالوا” السد دينه نامت عينه”.وبالتالي سودان واعد ومشرق ويصبح رقما عاليا لايمكن تجاوزه.
“بلادي حقول.. بلادي سهول ..بلادي الجنة للشافوهه..أو للبره بيها سمع”
والله المستعان.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.