“البمبان” يغطي سماء الخرطوم في مليونية “تتويج الأبطال”

الخرطوم: مشاعر أحمد
خرج الآلاف في شوارع الخرطوم أمس ” الخميس” منددين بقرار القوات المسلحة بإحالة عدد من الضباط الذين ناصروا ثورة ديسمبر إبريل، في مليونية ” تتويج الأبطال و رد الجميل”، وواجهتهم السلطات، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية مما أدى إلى إصابات وسطهم.

عقب صدور كشف الإحالات الذي حمل في داخله اسم الملازم أول محمد صديق، أعلن الثوار عبر بوسترات نشرت على السوشيال ميديا عن مليونية احتجاجاً على إحالته وبعض من زملائه الذين ناصروا الثورة، والتي أيدها تجمع المهنيين السودانيين.
وأعلن التجمع في بيان أمس مساندته للمطالب الخاصة بإعادة هيكلة القوات المسلحة،وأدان بشدة إبعاد ضباط من الجيش من الذين حموا الثورة السودانية “الذين يستحقون الاحتفاء والترقية والتقديم لمواقع القيادة”
وطالب التجمع بإعادة كل الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تم استبعادهم من الخدمة العسكرية تعسفياً منذ 30 يونيو 1989،وهوما يجب أن تلازمه عملية شاملة وشفافة لإصلاح وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، يتم فيها إزالة تمكين عناصر النظام البائد من مفاصلها وتفكيك كافة المليشيات وبناء جيش وطني قومي واحد عقيدته ومهامه حماية الوطن والحدود، تحت الإشراف الكامل من السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء.
شلل وسط الخرطوم
وأصيبت الحياة في وسط الخرطوم بحالة من الشلل بعد أن أغلق الجيش شوارع فرعية مؤدية لمقر قيادته العامة بوسط الخرطوم، فيما تعرض مواطنون لحالات اختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.
في العاشرة من صباح الأمس أعلنت القوات المسلحة عن إغلاق شارع القيادة العامة في تمام الساعة (12) أي قبل انطلاق الموكب بساعة.
وانطلق الموكب في الوقت المحدد الساعة الواحدة ظهراً، وتجمع المتظاهرون بموقف “جاكسون” للمواصلات العامة وسلكوا شوارع منطقة السوق العربي الرئيسية في طريقهم إلى القصر الرئاسي لتنفيذ وقفة احتجاجية مناهضة لإحالة الضباط الذين قدموا الحماية للمعتصمين أمام القيادة العامة في إبريل الماضي.
وردد المحتجون هتافات “معليش معليش.. شرفاء الجيش” ورفعوا شعار “الرهيفة التنقد” وهو المصطلح الذي ارتبط بالملازم أول محمد صديق إبان اعتصام القيادة العامة.
إرجاع المفصولين
وطالب المحتجون بإرجاع المفصولين للخدمة وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وإزالة تمكين عناصر النظام البائد من مفاصيلها وبناء جيش وطني قومي.
واستمرت عمليات الكر والفر بين القوات النظامية والمتظاهرين في شوارع الخرطوم بالقرب من القصر الرئاسي لعدة ساعات وفي شوارع الخرطوم الداخلية.
وشهدت شوارع العاصمة الرئيسية ازدحاماً مرورياً كثيفاً وتكدساً للسيارات والمارة، و وضعت متاريس في شوارع القصر والجامعة والجمهورية والشوارع المتفرعة منها.
مما جعل المواطنين يعانون من صعوبة في الدخول أو الخروج إلى وسط الخرطوم، وتكدست السيارات في شوارع المك نمر والحرية والجمهورية والمستشفى والقصر والنيل، بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري، ما دعا عدد كبير من المواطنين إلى التحرك راجلين، وترك البعض سياراتهم في أماكن بعيدة عن مقار عملهم.
“ردود الأفعال”
العنف الذي مارسته القوات النظامية تجاه الثوار وصفه البعض بالاستفزاز لهم و أنه غير لائق في عهد إرساء الديمقراطية.
رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير دعا إلى التحقيق والمحاسبة فيما وصفه بالقمع الذي وقع على محتجين في المواكب التي خرجت ظهر الخميس.
وقال الدقير في تغريدة له على حسابه بـ “تويتر”: إن ‏المواكب السلمية هي التي أسقطت النظام السابق ونصّبت السلطة الانتقالية، ينبغي على هذه السلطة أن تنظم وتحمي حرية التعبير لا أن تعتدي عليها.
وأضاف: يجب التحقيق فيما حدث والمحاسبة عليه، قمع المواكب السلمية بالهراوات وقنابل الغاز ممارسة استبدادية لا تليق بسودان ما بعد الثورة.
مطالبة بفتح تحقيق
و أصدر تجمع المهنيين بياناً دعا فيه رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك إلى إقالة وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم.
وطالب التجمع بفتح تحقيق رسمي حول ما حدث من عنف وقمع للمتظاهرين واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة من أمر به.
واعتبر التجمع أن هذه الأحداث تؤكد على ضرورة الإسراع في عملية إصلاح جهاز الشرطة، وذلك بإزالة تمكين كل عناصر النظام الساقط من مفاصلها فوراً، وإعادة التأهيل لكل كوادره وفق عقيدة جديدة، مشيرًا إلى أن إصلاح جهاز الشرطة غير ممكن دون الإشراف الكامل من السلطة التنفيذية المدنية.
ونوه التجمع إلى ضرورة الاستجابة الفورية لمطالب الثوار بإعادة كافة الشرفاء من ضباط وضباط صف وجنود قوات شعبنا المسلحة الذين انحازوا للثورة، مطالباً بالإسراع في عملية هيكلة المؤسسة العسكرية تحت إشراف السلطة التنفيذية المدنية.
وأدان التجمع ما اعتبره الاستخدام المفرط للعنف والقمع، من قبل قوات الشرطة ضد المواكب المليونية السلمية المطالبة بإعادة هيكلة القوات المسلحة ورد الجميل لشرفائها.
وقال: ما حدث اليوم سقطة كبيرة تكشف عن استمرار توجه قيادات الشرطة وعملها بذات عقيدة النظام البائد، وميل السلطة القائمة لمصادرة حق التعبير بالطرق الوحشية.
ودافعت القوات المسلحة فى بيان أمس الأول عن قراراتها التي اتخذتها بشأن الضباط عامة والملازم أول محمد صديق خاصة ، وأشارت إلى أن صديق لديه عدد من المخالفات للأوامر العسكرية فضلاً عن مواجهته لثلاثة بلاغات جنائية بعد هجوم عبر عربة عسكرية على قسم للشرطة واعتدائه على ضباط القسم .

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.