بعد اقتراب “كورونا”

يومياً، تُعلن دولة أنها منعت دخول مسافرين إلى أراضيها قادمين من بلد ظهرت فيه “كورونا”.
التقارير المقروءة والمسموعة والمرئية يومية، تتحدث عن تطورات وباء “كورونا” وتوسعه وانتشاره والإجراءات التأمينية المتخذة للحد منه.
كثير من مدن العالم، في (أمريكا، أستراليا، أوروبا، آسيا، إفريقيا) أصبحت شوارعها خالية من المارة، ومساجدها وكنائسها تقل من المصلين، أماكن سياحية باتت بلا سياح، وملاعب بلا جمهور، المطارات بلا مسافرين وكذا حال الطائرات التي أصبحت بلا ركاب، مدارس بلا تلاميذ وجامعات بلا طلاب، وموظفين يداومون يوماً أو يومين في الأسبوع بأمر السلطات، وإجازات إجبارية.
هلعت الدول التي ظهر فيها المرض وكذلك التي خلت منه، واتخذت أقصى درجة الحيطة والحذر، من إجراءت وقرارات، أما نحن كالعادة فمتأخرون.
السعودية قررت منع دخول عدد من الرحلات الجديدة إلى أراضيها بينها السودان رغم عدم ظهور المرض فيه، وهو ما بررته جهات هناك، أن مطار الخرطوم أصبح معبراً لمواطنين ظهرت “كورونا” في بلدانهم.
إصابات بمئات الآلاف في دول، تتوفر لها المعينات الطيبة والرعاية اللازمة، والحجر الصحي وفق المعايير العالمية، مع ذلك لا تهاون في القرارات والانصياع لها.
وبعد تردد أنباء عن وفاة مريض مساء أمس متأثراً بكورونا، ورغم عدم وجود تأكيد رسمي أو نفي للحادثة، أصدر وزير مجلس الوزراء قرارات عاجلة، بدت مخيفة، حينما وجه وزارة الصحة بالتنسيق مع القوات المسلحة بتجهيز معسكرات ومرافق كافية وتحويلها لعنابر إيواء مؤقت في مناطق إستراتيجية خلال الأسبوع المقبل تحوطاً لـ “كورونا”.
مانيس ناشد المواطنين بتفادي التجمعات الكبيرة في البلاد، وهو توجيه خطير ومهم، فأماكن التجمعات في السودان عديدة، من محطات بنزين وصفوف وقود ومواقف مواصلات، و…إلخ.!
رغم اهتمام مجلس الوزراء بالأمر، إلا أن الحقيقية المؤلمة أن السودان من أضعف الدول وأسوأها في مواجهة وباء كورونا.
الدولة لم تستطع إجلاء الطلاب السودانيين من ووهان، ولم تتمكن من تجهيز حجر صحي مناسب يطابق المواصفات العالمية لهم، كما أن مستشفياتها تعاني الأمرين من نقص أبسط المعينات وانقطاع الكهرباء.
يبدو أن المرض اقترب من الدخول، فالمطارات مفتوحة لجميع الدول التي ظهر فيها الوباء، لكننا نقول إن تأتِ متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي.!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.