المستشفيات والصيدليات.. بين الحظر والضرورة!!

الخرطوم: تسنيم عبد السيد

قرار الحكومة السودانية الذي قضى بحظر جزئي للتجوال بكل مدن السودان، وبدأ تطبيقه مساء ” الثلاثاء”، كان من المُفترض بحسب مراقبين أن يتبعه قرار آخر يقضي بالسماح للمرافق الصحية والصيدليات بالعمل والكوادر الطبية بالحركة أثناء فترة الحظر، ولكن تفاجأ مواطنون أمس بإغلاق تام لجميع الصيدليات في أول يوم للحظر الذي يمتد من الثامنة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، فهل يستمر الوضع على ماهو عليه أم ثمة قرارات أخرى في الطريق حتى تتضح الرؤية، ولا يتسبب حظر الوقاية من “كورونا” في معاناة لأصحاب أمراض أخرى بحاجة لرعاية طبية وعلاج..

الأطباء والحظر
المدير الطبي بمستشفى شرق النيل بالخرطوم د. الماحي نور الدين اعتبرت أن يكون من البديهي أن لا يشمل الحظر القطاع الطبي والطوارئ بصفة خاصة لإرتباطها بإنقاذ حياة المواطنين، وقال الماحي في حديثه لـ( السوداني) إن العمل مستمر بالمستشفى بـ” ورديات” محددة للأطباء والكوادر الصحية بما يجعلهم متواجدين بالمواقف الصحية ويؤدون في واجبهم المهني وفي ذات الوقت لا يخالفون الحظر لأن زمن انتهاء ” الورية” لا يتطابق مع زمن فرض الحظر.
من جانبها اعتبرت الطبيبة بمستشفى أحمد قاسم د. ريم إبراهيم أن عملهم في القطاع الصحي لا تحكمه قوانين الحظر وتقييد الحركة وواجبهم يحتم عليهم التواجد في أي مكان وأي زمان حالما وجد مريض، وأشارت ريم في حديثها لـ( السوداني) إلى أن هذا الحظر قد خفف الزيارات للمستشفيات خاصة أصحاب الحالات الباردة وتلقائيًا أسهم في تقليل عدد الكوادر الطبية العاملة باستثناء أقسام الطوارئ التي تعمل بصورة اعتيادية وبطاقم مكتمل في غالب الأحيان.

استثناء الصيدليات
إدارة الصيدلة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، اعتبرت أن التزام الصيدليات بقرار الحظر في يومه الأول وإغلاق منافذ البيع أمر مطلوب، لجهة أن القرار الصادر من الدولة لم يستثنِ أحدًا.
في وقت كشفت فيه مدير الصيدلة بالوزارة د. سارة عمر عن احتمالية صدور قرار وشيك يقضي بالسماح لبعض الصيدليات بالعمل أثناء فترة حظر التجوال، والمحددة من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا، واعتبرت د. سارة في حديثها لـ( السوداني) أن الالتزام بالقرار أمر مهم ولكن هنالك اتجاه للسماح لبعض الصيدليات بالعمل، مُنبهة إلى أن الخرطوم بها ٢٨٠٠ صيدلية لا يُفترض أن تُغلق جميعها في وقتٍ واحد لذا من المقرر استثناء بعضها بحسب ما تقتضيه الضرورة.
تفاجأوا بالإغلاق
وبما أن دواعي ومبررات الحظر صحية في المقام الاولى، فكان لا بد من استثناء القطاع الصحي من قرار منع التجول خاصة الأطباء والكوادر الصحية والصيادلة، الذين ترتبط طبيعة عملهم بحياة الناس وغيابهم، لأي سببٍ كان، يُهدد حياة المرضى، ولكن مع ذلك اشتكى مواطنون في يوم الحظر الأول من شُح في الدواء بسبب إغلاق الصيدليات.
وبحسب متابعات ” السوداني” فإن عددا كبيرا من الصيدليات الخاصة أغلقت أبوابها في الموعد المحدد لحظر التجوال إلا أن مواطنين تفاجأوا بإغلاق صيدليات الصندوق القومي للإمدادات الطبية، والتي تعتبر المنفذ الوحيد للأدوية المنقذة للحياة في البلاد، بموعد حظر التجوال أمس والذي أعلنته الدولة في إطار إعلان الطوارئ الصحية في البلاد، لمنع انتشار ” كورونا.”
يذكر أن صيدليات الإمدادات الطبية قد أغلقت أبوابها أمس في كل من أم درمان و بحري و الكلاكلة والسلاح الطبي فيما تم الإبقاء على صيدلية الشهيد أحمد حسن في السجانة مقر الصندوق القومي للإمدادات الطبية.
صيادلة
من جانبهم أجمع صيادلة تحدثوا لـ( السوداني) على أن إغلاق الصيدليات أمس كان تنفيذًا لقرار حظر التجوال المعلن من الدولة وأن وزارة الصحة لم تخطرهم بأنهم مستثنون من القرار لذلك وجب الإغلاق.
في وقت قال فيه الصيدلي د. مؤيد الناصر لـ( السوداني) إن بعض الصيدليات لم تلتزم بالقرار خاصة الصيدليات الصغيرة داخل الأحياء البعيدة بالإضافة لصيدليات المستشفيات والطوارئ، واعتبر الناصر أن قرار الحظر جاء ناقصًا، مستشهدًا بدولة مصر التي قال إنها أعلنت حظرا جزئيا للتجول يبدأ من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحًا لكن في القرار استثناء واضحا للإعلاميين والكوادر الصحية والصيادلة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.