القيادي بالثورية والعدل والمساواة د. عبدالعزيز نور عشر لـ(حوار مفتوح( (3-3) العدل والمساواة نظرياتها العسكرية مستحدثة وعملياتها جريئة

حوار: ضياء الدين بلال

ما يزال صدى الخلافات بين الجبهة الثورية وحلفائها في قوى إعلان الحرية والتغيير يتردد.. مخاوف جمة من مستقبل بقاء الجبهة ضمن التحالف الأكبر في التاريخ السياسي السوداني.. تصريحات قيادات الثورية تتراوح ما بين التعرية والتهديد المبطن وتارة الصريح.. برنامج (حوار مفتوح) التقى بالقيادي بالثورية وحركة العدل والمساواة د.عبد العزيز نور عشر.. فماذا قال؟

•   عملية الذراع الطويل، اعتبرها سياسيون وعسكريون عملية خيالية متهورة ما كان يمكن أن تصل لغايتها.. كيف كنتم تنظرون لذلك؟ وهل كان يمكن أن تسقطوا النظام وتسيطروا على الخرطوم من داخلها؟

أنا لا أميل إلى الحديث عن المسائل العسكرية، لكن الماضي آثاره حتى الآن مستمرة. إجمالاً أقول إن الحركة لديها نظريات عسكرية مستحدثة لم تتبع النظريات الروتينية في العمل العسكري لذلك استحدثت عمليات جريئة وهذه العمليات ساهمت بفاعلية فى نقلات كبيرة من بينها التفكير بنقل العمليات العسكرية لمركز القرار بالخرطوم، والعملية جاءت من هذا المنطلق وكانت بحسابات دقيقة وليست انتحارية كما تحدثتم أنتم فى الصحافة أو ما شابه ذلك، إنما كانت عملية مدروسة ومحسوبة وفعلاً النتيجة كانت واضحة .
* لكنها فشلت؟
لم تفشل العملية عندما تتحرك 2000 كيلو وتدخل عاصمة البلاد وتصل إلى قلب العاصمة، لا أسميه فشلاً، ولكن لكل عمل عسكري ظروفه الخاصة ولذلك الحركة رأت الانسحاب لأسباب لم تستطع بموجبها إكمال العملية إلى مراحلها الأخيرة .
* هل ما حدث من تصدٍ لها في الكوبري وغيره لا يعني فشلاً عسكرياً؟
العملية وصلت إلى هذه المراحل بسهولة ..ليست هنالك مقاومة تذكر ولذلك الحركة نفسها هي التي قررت الانسحاب لأسباب غير عسكرية خاصة الازدحام وتشتت القوات ليس بسبب حرب وإنما لاكتظاظ الطرق والوقت لم يكن مناسباً ولم تستطع تجميع هذه القوات.
* يفترض أن تكون لديكم معلوماتكم من البداية قبل أن تصلوا 2000 كيلو متر وتكتشفوا هذه الأشياء ..هذا دليل بوجود مشكلة عندكم؟
لا حدث تغيير في الوقت المخطط لوقت الدخول، أن يكون مبكراً أكثر عند صباح يوم الجمعة حوالي السابعة صباحاً لكن لظروف خاصة بالتحرك العملية أتت السبت حوالي الثانية ظهراً الفارق في الوقت أدى إلى نتائج غير متوقعة .
* لماذا كان اختياركم الجمعة تحديداً ؟
لم نختر الجمعة لكن عند التخطيط كان التوقيت كذلك .
* فهمت كأنما الجمعة.. لا تريدون الازدحام؟
نعم هذا كان في الحسبان يوم عطلة ..السبت لم يكن عطلة لكن كما أسلفت تبديل التوقيت من صباح الجمعة إلى منتصف ظهر السبت وكان ذلك خللاً كبيراً أدى إلى اكتظاظ الشوارع ومن العسير المرور على شوارع فيها البعض تركوا سياراتهم وهربوا.. المرور كان صعباً جداً وهذا أدى إلى تشتيت القوات وبدوره أدى إلى عدم بلوغ بعض المواقع الاستراتيجية الموكلة لبعض القادة و دخول الليل أيضاً كان سبباً إضافياً.
* هل عدم معرفة جغرافية الخرطوم بشكل دقيق لقواتكم لعب دوراً؟
لا هناك كُثر يعرفون جغرافية العاصمة ..لم يكن ذلك سبباً لكن الأسباب كما أسلفت أدت إلى عدم تنفيذ الخطة كما ينبغي ولذلك قررت الحركة الانسحاب بدلاً من البقاء .
* كنا نطالع تصريحات مفادها وجود محتمل لطابور خامس يساعد تلك العملية لكنهم( دفنوا دقن) هل كان فعلاً هنالك خذلان من الداخل؟
لا لم يكن هنالك أي أحد جزء من الخطة إطلاقاً .
* لم يكن لديكم طابور خامس حينها؟
لا وبالنسبة لي لو موجود لا أسميه طابوراً خامساً طبعاً.
* لماذا هنالك حديث عن أنكم كنتم منسقين مع المؤتمر الشعبي أو بعض قياداته؟
ما عندنا علاقة خالص.
* أنتم لستم جناحهم العسكري؟
لا .
* مباشرة تمت تسمية يوسف لبس وكان مؤتمراً شعبياً حينها؟
هذه تهم ومن السهل اتهام شخص.. أنا يمكن أتهمك بأن هذه النظارة لا تملكها سهل جداً وهذا كان جزءاً من استراتيجية النظام السابق.. إيجاد صلة بين الشعبي والعدل والمساواة ..هذا جزء من الخطة مثلها كالقبلية وإسلامية الحركة كانت جزءاً من (البروبقندا) والدعاية السياسية للتقليل من شأن الحركة ومشروعها السياسي.. هذا كان الغرض .
* كنتم تتوقعون السيطرة على الخرطوم خلال مدى زمني ما قدره؟
العملية ليست محسوبة بالساعات لكن لدينا معرفة تامة بهشاشة النظام وعلم بأن النظام أراد أن يصنع سياجاً حول نفسه كأسطورة القوة التي لا تقهر ونحن نعلم هذه الهشاشة وكان باستطاعتنا إذا ما قدر لنا بلوغ المواقع التي خططنا لها بسهولة جداً الاستيلاء على النظام كما حدث بدون مقاومة ..مثلاً القوات المسلحة لم تشارك بفعالية .. شاركت في المقاومة جزء من القوات الأمنية وكذا، لكن كنا نملك قراءة للحالة المعنوية ومدى التفاف هذه القوات حول قيادة الحكومة وكذا، وكان لدينا معرفة جيدة بما كان يحدث وعلى علم بالنظام الدفاعي للنظام نفسه وبتلك الخطة تم اختراقه حينها بسهولة وكان بعض قادة النظام تحدثوا عن استدراج ولكن ليس هنالك قائد يستدرج العدو إلى عقر داره هذا أمر معروف عسكرياً، هذه أقدار ألا نتمكن من بلوغ المناطق التي وددنا أن نصلها، ولكن الحركة هي التي قررت العودة ووضع خطة جديدة للاستمرار في قضية الثورة .
* هل كان لديكم وجود داخل تلك القوات بمعنى ما هي خططكم البديلة حينها إذا لم تنجحوا في السيطرة على الخرطوم، ما الخطة (ب)؟
لا أريد أن أتحدث كثيراً.. وضحت ملابسات الذراع الطويل، وطبعاً أي عملية عسكرية عندها خطط بديلة للخطة الأولى والثانية وكذا لكن تقدير الموقف في ذلك الوقت كان الانسحاب الذي كان أولاً لترتيب الأوضاع ثم الاستمرار وخاصة لم توجد مقاومة تذكر ولكن صعوبة تجميع القوات في جنح الليل والتشتيت وانقطاع وسائل الاتصال .
* هنالك عدد كبير من قواتكم تخلصوا من العربات؟
نعم تم استبدال عربات بعربات جديدة.
• كانت هنالك عربات بالداخل؟
أخذت عربات من هنا وتم استبدالها بأخرى وتركت العربات التى تعاني من الخلل والأعطال .
* هذا يدل على أنكم كنتم مرتبين أوضاعكم بالداخل بشكل جيد؟
لا أصلا القوات لديها القدرة للتعامل مع المواقف داخل المعركة كالاستيلاء على الأسلحة والعربات واستخدامها .
* هل كان ضمن خططكم القيام بعمليات اغتيال لبعض الرموز والشخصيات؟
لا في منهجنا غير موجود على الاطلاق ونحن كسائر الشعب السودانى لا نميل لعمليات الاغتيال إطلاقاً .
* البعض فسر كأنما تعرضت حركة العدل لضغط من قبل إدريس ديبي للقيام بهذه الهجمة كرد على هجوم المعارضة التشادية على إنجمينا مثل ما أرسل له البشير رسالة في إنجمينا لا بد أن يرد رسالته بالخرطوم؟
لا الحركة هي من قررت في مؤتمر وادي هور بعدم الاستمرار في الحرب بدارفور، هذا قرار من مؤتمر عام للحركة ونقل الحرب إلى الخرطوم، وهو قرار منذ العام 2007م ..كان قبل أكثر من عام من معركة الذراع الطويل ولذلك لا علاقة له بالرئيس إدريس ديبي وبما دار بين البلدين ولكن الأوضاع كانت حاضرة وربما ظروف الصراع بين البلدين ساعدت للترتيب لهجوم مضاد لكننا لسنا طرفاً في الرسائل المتبادلة بين الخرطوم وإنجمينا.
* أنت كنت من الشخصيات المهمة حينما تم إلقاء القبض عليك ونسبت لك اعترافات ومعلومات كثيرة جداً وتفاصيل، هل كانت تلك الاعترافات التي نشرت وقتها اعترافاتك ولا كانت ملفقة؟
لا أبداً هذه تقارير مصنوعة وللأسف روجت عن طريق الصحف ونسبت إلي ولكن أنا لم أسجل تلك الاعترافات .
* اطلعت عليها؟
لاحقاً اطلعت عليها وقادة الأمن موجودون الآن وهذه من الأشياء المؤسفة ..شخص في وضعي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ولكن الصحف والصحافة والإعلام تروج عن هذه الأشياء وتساهم في تضليل الرأي العام وكانت في ذات الوقت كلها تلفيقات وأوهام ليست صحيحة وليست حقيقية.
* عن الاعترافات وأن العملية كلفت مليون يورو وكذا هل كل هذه المعلومات لم تكن صحيحة؟
غير صحيحة إطلاقاً بمعنى أنه ليست لدي علاقة بمسألة الأموال في الحركة لا من بعيد ولا من قريب حتى أتحدث عن أموالها.
* أنا اطلعت على روايتك ووصولك إلى منطقة ما وكيف تم اكتشافك في تلك اللحظة بالصدفة كيف كان ذلك؟
الذي حدث كنا ذهبنا إلى منطقة حلفا الجديدة معي أخ آخر في ضيافة أحد معارفه بعد إكرامنا ذهب إلى مناسبة وفيها قابل أحد أصدقائه، وتحدث عن الشخص الآخر لم يتحدث عني لعدم معرفته بي، وذلك الشخص قام بإرسال المعلومة إلى جهاز الأمن بمنطقة حلفا وجاءوا حوالي الواحدة والنصف صباحاً ونحن نيام وتم القبض علينا لمدة ثلاثة أيام.. لم يتعرفوا علينا وكل مرة كانوا يسألوني من أنت وكنا نملك بطاقات بأسماء أخرى كل ما نقول نفس البيانات الموجودة بالبطاقة يذهبوا ويأتوا مشككين فى الهويات إلى أن أخذوا صورة وأرسلوها للخرطوم وناس الخرطوم هم من تعرفوا علي لكن لمدة ثلاثة أيام كنت موجوداً معهم لم يتعرفوا علي .
* هل علمت من عرفك منهم؟
لا لم يتعرفوا علي في حلفا حتى كادوا أن يطلقوا سراحنا في اليوم الثالث وكانوا مشككين هل يمكن نطلق سراحهم أو كذا لذلك كانت صدفة .
* ماهي الخطة حينها من حلفا تريد الخروج إلى إرتريا أم إلى أين أم تريد البقاء بالداخل؟
يجب أن نترك هذه التفاصيل.
هل تم تعذيبك؟
نعم.
* من قبل الجهاز؟
نعم .
* هل تم الضغط عليك من أجل انتزاع تصريحات منك بمعنى إفادات معينة؟
لم يكن أثناء الاستجواب ولكن عندما نأتي إلى الزنازين ومناطق الاحتجاز كنا نحرم من النوم كنت مربوطاً باستمرار لأكثر من خمسة أيام من الأيدي في الأبواب وبالسلاسل في الأرجل. نحرم من النوم نتعرض للضرب وإساءات بالغة كل هذه الأشياء .
* هل تعلم من كانوا يقومون بذلك ؟
بعضهم عرفتهم.
* بالاسم؟
نعم.
* علق لينا على الصورة الشهيرة لك وأنت في الأغلال ؟
هذه الصورة التقطها أحد المحامين في محاكمة بالخرطوم شمال عندما كنا نحاكم أمام هذه المحكمة الخاصة وهذه واحدة من النقاط السوداء فى تاريخ قضائنا السوداني بأن يحاكم أكثر من 100 شخص بورقة كتبها رئيس القضاء حينها بالتشاور مع النائب العام التي عرفت باللائحة الإجرائية لمحاكم الإرهاب وهذا لم يحدث حتى فى قانون حمورابي في 1020 قبل الميلاد.
* ماذا كنت تقول حينها؟
بعد صدور حكم الإعدام كنا نهتف ضد الحكم وكنت أهتف ” الموت للإنقاذ ” هذا الهتاف أعجب أستاذنا وزميلنا كمال الجزولي جداً .
* هل كان لديك إحساس بأنهم كانوا يمكن أن يطبقوا حكم الإعدام عليك؟
كان وارد نعم كان كل شيء وارد.
* كنت مهيئاً لهذه المسألة؟
نعم .
* في تلك الفترة أكملت دكتوراه في فترة السجن؟
نعم.
* تعاونوا معك في هذا الجانب ؟
كانت ظروف صعبة جداً عندما بدأت.. مشكورة إدارة جامعة النيلين وافقت بالإكمال أنا أصلاً بدأت منذ عام 2000 كتابة بحث رسالة الدكتوراه في العلاقات الدولية وخرجت عام 2003 وكانت حينها الظروف لم تسمح بالمناقشة فتركت الرسالة وخرجت وعندما عدت وجدت نفسي داخل السجن كنت أدرس علوم سياسية في المستوى الرابع أكملت العلوم السياسية ثم بعد ذلك طلبت من إدارة الجامعة مواصلة البحث ووافقت مشكورة حينها وبدأت بموافقة من إدارة السجن ولكن الظروف لم تكن مهيأة كنت أكتب جالساً على الأرض وإذا وجدت أي خشبة أو غيرها أسند عليها وأكتب ولكن بعد ذلك سمح بإدخال الأوراق والأقلام وبعض المراجع هذه كانت الظروف لم يكن متاحاً أي إضاءة لأن الزنازين كانت مظلمة فى ذاك الوقت ولكن لاحقاً تحسنت بعض الظروف من إدارة السجن التي حسنتها بعض الشيء وسمح لنا بإدخال الكهرباء وهذا ساعد في المواصلة.
* هذا أيضاً دليل على عزيمة وإصرار وقوة إرادة ومثابرة ونريد أن نحلم أو نتوقع معاك سوداناً بلا سلاح بلا حروب بلا نزاعات داخلية ؟
أعتقد هذا هو حلم الجميع وأشاركك هذا الحلم وشعبنا كله يؤيد هذا ويجب أن نطوي صفحة الحروب للأبد ونؤسس دولة فيها سلام ومحبة وتآخي بين كافة السودانيين وعدالة حقيقية حتى ننطلق كسائر الأمم إلى الأمام.
* ارتحت جداً عندما اتصلت على موبايلك وكانت نغمتك عازة في هواك؟
نعم نغمة معبرة عن الوطنز

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.