القاهرة تكتب.. وبيروت تطبع.. والخرطوم تقرأ!! (2)

مُحمّد المصطفى الطاهر ضو البيت

مُواصلةً لحديثي حول أهمية القراءة والاِطّلاع في رفع مُستوى ثقافة المُجتمع مِمّا ينعكس بالتأكيد على مُستوى التّنمية الاقتصادية لأيِّ مُجتمعٍ، ويقود إلى الازدهار والرّخاء في ذلك المُجتمع، أذهب إلى نقطةٍ أساسيةٍ وهي المُبادرات الشبابية لجيل الثمانينات والتسعينات ولَحِقَ بهم جيل الألفية الجديدة الذي شَبّ بسُرعة الضوء ليُقارعهم في كل شؤون الحياة ومنها الثقافة والاِطّلاع؛ واحدة من أهم هذه المُبادرات هي مجموعة على موقع التّواصُل الاجتماعي “فيسبوك” ألا وهي مجموعة تعليم بلا حُدود، انبثقت من تلك المجموعة، مجموعات كثيرة تهتم بنشر الثقافة داخل المُجتمع الشبابي السُّوداني كنادي القراءة تعليم بلا حدود ومجموعة ضوء في آخر النَّفق، وقد استطاعت تلك المُبادرات أن تلفت نظر السُّودانيين المُتواجدين على موقع “فيسبوك” إلى أحداثٍ كثيرةٍ، أهمها مَعرض الخرطوم السنوي للكتاب بأرض المعارض والذي يتّخذ من أكتوبر شهراً له والذي كان يَقتصر في زُوّاره على الطبقة المُثقفة فقط والباحثين عن الأسعار الزهيدة للكتب العلمية المُستخدمة مادةً للبحث العلمي، وفي السنوات الأخيرة أصبح مَعرض الكتاب مُلتقىً لكثيرٍ من الطبقات ولا ينحصر على الطبقة المُثقّفة فقط، حتى أنّ العُشّاق والمُحِبِّين أصبح لهم مَزَارَاً في معرض الكتاب وهي ظاهرة ثقافية صحية جداً.
ثاني تلك الأحداث هو اليوم العالمي للقراءة الواقع في شهر أبريل، وقد تَحَوّلَ ذلك اليوم في السُّودان إلى مهرجان أبريلي بفضل تعليم بلا حُدود، وقَـد تمّ عمل قِسمٍ خَاصٍ بقراءة الأطفال في السنوات الأخيرة.
وتَحَرّكَت مَجموعةٌ أُخرى قَبل فترةٍ وقَامَت بتنظيم جائزة الطيب صالح للرواية والقصة القصيرة، نجحت تلك المُسابقة في صقل الكَثير من المَواهِبَ الشّبابية في مجال الرواية والقصة القصيرة، وفي العَام المَاضي اِنطلقت جَائزة نيرفانا للقِصّة القَصيرة أيضاً وقد خَلَقَت بدورها جَـوّاً من المُنافسة بين الكُتّاب الشباب، أظهرت عَدَدَاً من الكُتّاب المُميّزين للسّاحة الروائية.
أخيراً… كُلّ تلك الأحداث والمُسابقات والمُبادرات والمُنظّمات التي أوردتها في مَقالي هذا ما هي إلا جُـزءٌ من كلٍّ، لم تَسعفني الذاكرة لسَـردها كُلّها، وهي تُعتبر أسَاسَاً في بناء مُجتمعٍ مُثّقفٍ وَوَاعٍ، قَادر على خَلق التّغيير الإيجابي الذي تنتظره هذه الرقعة الجُغرافية التي اصطلح على تَسميتها السُّودان، وقد ظهر هذا جلياً خلال الفترة ما بين ديسمبر من العام الماضي وحتى أبريل من هذا العام، وهذا يُعتبر الدرج الأول في سلّمٍ طويلٍ يجب بناؤه أولاً ومن ثَمّ الصُّعود عليه.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.