لأجل الكلمة || لينا يعقوب

مقتل وحش

شارك الخبر

من يا ترى من هذا العالم، ترحم على أبوبكر البغدادي بعد مقتله؟ ربما بعض الدواعش الذين مازالوا على فكره البغيض.
الرجل الذي نصب نفسه خليفةً على ما سماها “الدولة الإسلامية في العراق والشام “عام 2014، قدم الأذى لملايين البشر وتسبب في مقتل آلاف الأفراد وتشريد الملايين.
يقول الرئيس دونالد ترمب عقب مقتل الرجل إنه مات “ميتة الكلاب والجبناء”!
منذ ذلك عام، أو للدقة قبله، نفذ البغدادي أبشع وأقبح عمليات القتل والخطف في العالم، وصورها بأحدث المعدات والتقنيات، وأوهم الآلاف بشعارات إسلامية براقة، فاستمال قلوبهم وضحك على عقولهم، فأتوه راغبين من شتى أنحاء العالم، من أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، فقط باسم الإسلام.
كان البغدادي أول من استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لأفكاره الهدامة وإقناع الشباب والشابات بالهجرة إلى حدود العراق لبناء دولته المزعومة، وغادر مئات الطلاب من السودان دون علم أسرهم إلى “داعش”، بعد أن سمحت الحكومة السودانية السابقة لمروجي فكره بالوجود بصورة عادية في الجامعات والخلوات، ولم تلتف للأمر إلا بعد استفحاله.
ولم يكن بالضرورة لمروجي فكره أن يكشفوا عن “داعشيتهم” للعلن، لكن تشددهم الديني وتعاطفهم الفكري مع البغدادي، فتح الباب على مصراعيه لطلاب في مقتبل العمر للدفاع عن الإسلام بطريقة خاطئة، نسأل الله أن يشملهم برحمته ومغفرته..
بسبب البغدادي، تدمرت مئات الآلاف من المنازل في الموصل والرقة ومدن أخرى نتيجة حربه اللعينة، وتشرد ونزح ما يقارب مليوني مواطن، كانوا يدعون عليه صباح مساء، إلى أن أصبح أمر القضاء عليه واجبا ملزما، فاقترب قدره المحتوم.
ورغم أن سيطرته تناقصت والإقبال على أفكاره قل مع مرور الأشهر والسنوات، إلا أن مقتله لا يعني القضاء على هذا الفكر الموبوء.
فحرب الإرهاب، خاصةً “الديني”، حرب أفكار قبل أن يكون حرب أسلحة آليات.
بعد مقتل الرجل الإرهابي، إثر تفجير نفسه بسترة ناسفة بعد اقتراب القوة الأمريكية منه، حاول كثيرون تحليل توقيت العملية التي أصدرها ترمب وما إذا كان الغرض منها انتخابيا لخلق إنجاز لنفسه، أم أنها تأتي حقاً في حرب القضاء على الإرهاب..
العملية التي سميت بـ”كايلا مولر” أشارت إلى تفاصيل إنسانية صغيرة تهتم الولايات المتحدة بها..
مولر كانت رهينة لدى التنظيم وهي عاملة في مجال المساعدات الإنسانية اختفطها الدواعش في سوريا، وقُتلت في العام 2015.
انتهت هذه العملية الناجحة بتخليد اسم “مواطنة” مقروناً بالقضاء على أبرز قيادي للجماعات والحركات الإرهابية.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.