تحليل سياسى : محمد لطيف

وعي المواطن ..سلاح الدولة في ضعفها !

شارك الخبر

حتى الآن .. وبحمد الله ونعمته على عباده السودانيين .. فبلادهم تعتبر حتى الآن خارج معايير منظمة الصحة العالمية لانتشار وباء أو جائحة كورونا .. كما صنفتها المنظمة العالمية .. حتى الآن وقعت حالة وفاة واحدة .. وفق الإعلان الرسمي لوزارة الصحة الاتحادية .. ولكن حتى هذه الحالة يحيط بها الشك من كل جانب .. لجهة إصرار مستشفى مر به الراحل قبل وفاته .. وكانت نتيجة الفحوصات سلبية .. وكذلك إصرار أسرته على عدم وجود ما يثبت تعرض فقيدهم للفيروس القاتل .. ولكن وزارة الصحة في المقابل تجتهد في سوق الأسانيد الطبية والمختبرية التي تؤكد أن .. الفيروس القاتل لا غيره .. هو ما أودى بحياة الفقيد .. ولكن الحقيقة التي يجب أن يسلم بها الجميع .. أنه لا براءة الفيروس من قتل الفقيد يعني عدم وصوله السودان .. ولا إثبات أنه كان ضحية للفيروس سيعني أن السودان قد صار موبوءا به ..! فالمطلوب أن تتم إجراءات مهنية طبية تحسم الجدل .. فالمعركة الكبرى في ميدان آخر تماما ..!
ولئن كنا قد بدأنا هذا التحليل بحمد الله على نعمه .. فالعنوان العريض لهذه النعمة .. أن الله قد هيأ للسودانيين فرصة عليهم أن يهتبلوها ..و نعني بهذه الفرصة تأخر ظهور المرض بحالة وبائية .. أو تحوله الى جائحة في السودان .. كما تقول منظمة الصحة العالمية .. وباعتراف الدولة نفسها .. وبشهادة كل المواطنين .. بحالة الوهن الذي تعيشه البلاد .. جراء شح الإمكانيات .. وضعف الموارد .. ثم ضعف إن لم يكن غياب المشافي العامة المؤهلة .. مقروءا كل ذلك مع ضعف النظام الصحي الذي دفع ثمنا باهظا .. وشهد إهمالا مريعا في سنوات العهد البائد .. تبدو القدرة على المواجهة مع حالة الانفجار المتوقعة للوباء .. فلسنا إستثناءً من بقية العالم .. عصية إن لم تكن مستحيلة .. عليه فإن القوة الوحيدة التي يمكن أن تغطي ضعف الدولة .. وتحل محلها .. وتخوض المعركة مكانها في مواجهة الفيروس القاتل .. هي قوة المواطن نفسه .. غير أن قوة المواطن هنا ليست في حاجة الى إمكانيات هائلة .. وليس مطلوبا منه توفير أمصال أو عقاقير .. كلا .. المطلوب من المواطن فقط .. أن يتسلح بالوعي .. فالوعي هو السلاح الوحيد الذي يستطيع به المواطن مواجهة الفيروس القاتل .. الوعي بماهيته .. الوعي بطرق الوقاية منه .. الوعي بطرق الحد من انتشاره .. فإذا تسلح كل مواطن بالوعي .. تحول المشهد إلى وعي مجتمعي .. وإذا قام المجتمع بدوره .. فقد قدم أضخم مساعدة للدولة .. بل واختصر عليها الكثير من الجهود .. وخفف عنها العديد من الأعباء .. لتتفرغ الدولة لمهام أخرى ..!
ولكن هذا لا يعني أن تقف الدولة مكتوفة الأيدي إزاء حملة التوعية .. كلا بل العكس .. إن الدولة بأجهزتها ووسائلها الإعلامية كلها .. ينبغي أن تكون رأس الرمح في حملة التوعية .. توعية المواطن .. ليقوم بدوره في مواجهة الوباء .. ثم لا ينبغي أن تنتظر الدولة حتى لا تقع ضحية أخرى أمام شراسة الفيروس القاتل .. بل على الدولة أن تدرك أن أي مواطن هو في واقع الأمر .. ضحية محتملة للوباء .. لذا على الدولة أن تبادر بالإعلان عن كل التدابير اللازمة .. لضبط الحياة على إيقاع الوباء .. ايضا لسنا إستثناءً من بقية دول العالم .. فليكن تحدي السودانيين .. أن لا تدخل بلادهم ضمن معيار منظمة الصحة العالمية للمناطق الموبوءة بجائحة الكورونا .. وبالوعي لا مستحيل تحت الشمس ..!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.